قال تعالى “وضرب اللَّه مثلاً للذين أمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله و نجني من القوم الظالمين” في الآية الكريمة يضرب الله تعالى مثلاً للمؤمنين من عباده “آسية بنت مزاحم” وهي زوجة فرعون الذي بلغ من طغيانه وكفره أن قال “أنا ربكم الأعلى”، وإنما اختار الله تعالى هذه المرأة المؤمنة مثلاً لعباده المؤمنين لثبات إيمانها وعدم تزلزله مع أنها عاشت في بيت فرعون الكافر بالله تعالى وهذا هو شأن المؤمن الحقيقي المخلص في إيمانه.
وفي برنامج “رحيق الجنان” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على “السيدة آسية بنت مزاحم” مع الدكتور طلال الحسن.
حيث أكد الدكتور طلال أن قصة آسية ارتبطت بقصة موسى (ع) منذ الطفولة لأن أم موسى عندما ألقت به باليم ووصل ذلك الصندوق إلى قصر الملك أو قريب منه والتقطه فرعون كان يقصد قتله لأنهم كانوا بتتبعون كل طفل، مشيراً إلى أن الرواية تقول أنهم التقطوه ليقتلوه فنهتهم آسية بنت مزاحم وطلبت أن تحتضنه وتربيه، والسبب الذي يقف وراء هذا هو أنه عندما فتحت آسية الصندوق ووجدت موسى أثّر في نفسها كثيراً وكان واحدة من صفات موسى (ع) هو أنه كان يزرع المحبوبية في قلوب الآخرين بشكل تكويني رغم شدة سماره لكن كانت ملامح وجهه براقة ومؤثرة فطبع حبه في قلب آسية بنت مزاحم.
واستشهد الدكتور طلال بقوله تعالى “فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين” بمعنى أن هؤلاء لم يقصدوا أن موسى سيكون لهم عدواً بل كانوا قاصدين قتله، لكن السيدة آسية منعت من قتله، قال تعالى “وقالت امرأة فرعون قرة عينٍ لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وهم لايشعرون”، موضحاً أنهم لا يشعرون ما الذي سيجري، لأن على يد موسى (ع) سقط فرعون وجنوده أغرقوا في النهر.
وأضاف الدكتور طلال أن الدور العظيم الذي لعبته السيدة آسية بدأ منذ طفولة موسى (ع) أنقذته من الموت وربته أحسن تربية ولذلك القرآن الكريم يباهي بالسيدة أسية بقوله تعالى “وضرب الله مثلاً للذين أمنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة”، مبيناً أنها لم تقل أنا سأفعل ذلك طلب للمُلك هي كرست واستخدمت كل طاقاتها من الحكم ومن النفوذ في خدمة موسى (ع)، ورغم أنها كانت في عصمة أشد الكافرين وهو فرعون كان من شجاعتها أنها أعلنت عن إسلامها والتزامها بدين موسى (ع) بشكل مباشر أمام فرعون.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=aAhgW7-de10