ذكر القرآن الكريم مسمّياتٍ عدّةٍ للنفس البشريّة، فهل هي نفسٌ واحدةٌ؟ أم عدّة نفوسٍ؟ في الحقيقة إنّ النفس هي واحدةٌ تملك صفاتٍ كثيرةٍ، حسب تصرّفات صاحبها، ومن أمثلتها: النّفس المطمئنّة وهي نفسٌ خيّرة تأمر بالخير، وهي النّفس التي سَكنت إلى ربّها وإلى صفاته الفضيلة، وأسمائه الكريمة وهنالك النفس الأمارة بالسوء وهي كثيرة الذنوب، آثمةٌ، ظالمةٌ لصاحبها وتجرّه إلى غضب الله عز وجل وعصيانه، وهنالك النّفس اللوّامة هي كثيرة اللوم تخافُ الله وتخشى عقابه، أثنى عليها الله، وأقسم بها في كتابه، وهي نفسٌ تحاسب صاحبها وتوبّخه على كل صغيرةٍ وكبيرةٍ.
ماهي النفس الإنسانية بوجهة النظر القرآنية؟
من هم الرقباء على الإنسان بحسب ما جاء في القرآن الكريم؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج”رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع فضيلة الشيخ صهيب حبلي، وفضيلة الشيخ توفيق علوية.
حيث أوضح الشيخ صهيب حبلي، أن الله عز وجل ذكر النفس في القرآن الكريم أكثر من مئتين وستين مرة، وكما جاء في كتابه المبين:”بل الإنسان على نفسه بصيرا ولو ألقى معاذيرا” أيّ أنه لا أعذار يوم القيامة، وذكر قوله عز وجل:”ونفسٍ وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها” وهنالك النفس الأمارة بالسوء في سورة يوسف، والنفس المطمئنة في سورة الفجر، والنفس اللوامة في سورة القيامة، بالتالي فإن “النفس للعقل كالشريك الخوان” واليوم في شهر رمضان، قد يقول القائل أنه لا يوجد شيطان، فمن أين تأتي الوساوس؟ إن الوساوس إما أن تكون شيطانية، وإما نفسية بالتالي فالنفس الأمارة بالسوء تكون أخطر من إبليس.
وأكد الشيخ توفيق علوية، على قوله تبارك وتعالى في قرآنه المجيد: “ألم يعلم بأن الله يرى” أيّ أن الله سبحانه وتعالى، هو الشاهد على كل شيء، حيث أن هناك سبعة رُقباء بحسب ما جاء في القرآن الكريم، فالرقيب الأول هو الله جل وعلا، فهو الشاهد الحقيقي على كل شيء، والرقيب الثاني هم الملائكة والرقيب الثالث هو الزمان، أيّ اللحظة التي يفعل فيها الإنسان المعصية، والرقيب الرابع هو المكان، والرقيب الخامس هو “الشيطان”، فهو الشريك الذي لايستطيع أن ينكره الإنسان، والرقيب السادس هم أهل البيت(ع) والنبي(ص)، والرقيب الأخير جوارح الإنسان، أيّ أن اليد واللسان وغيرها من أعضاء جسده تشهد على الإنسان بما فعل.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: