التفسير هو الكشف عن معاني القرآن الكريم وبيان المراد منه، هذا المعنى يشتمل على بيان مفردات القرآن وتراكيبه سواءً بشرح اللغة أو استنباط حكم أو تحقيق مناسبة أو دفع إشكال ورد بالنص أو سبب النزول أو غير ذلك، وعُرف تفسير القرآن منذ عهد نزوله، حيث إنّ القرآن الكريم يفسّر بعضه البعض.
فما هو معنى كلمة (جمّا) في قوله تعالى (وتحب المال حباً جمّا)؟
وما هو تفسير معنى كلمة التراث في قوله تعالى (وما تأكلون التراث أكلاً لما)؟
هذا ما أجابنا عليه الدكتور طلال الحسن في برنامج “رحيق الجنان” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
حيث قال الدكتور طلال الحسن أن كلمة “جمّا” التي ذكرت في القرآن في سورة الفجر حيث قال الله تعالى (وتحبون المال حبّاً جمّا) تعني الحجم الكثير المفرط ولذلك في معناها اللغوي تكمن المشكلة أي عندما تحبون جمع المال بكمية كبيرة يؤدي إلى كنز المال وعندها يتعطل السوق والحياة بل وأكثر من ذلك سوف يكون الإنسان في هذا على خطر شديد حتى يُتخذ ما أكتنزه فيصبح المال بالنسبة له إله مثل المال أو المنصب أو امرأة، وعندها تغيب الحقوق لأنه أصبح صعب عليه تأديتها.
وأضاف الدكتور الحسن أنه كلمة التراث التي جاءت في سورة الفجر الآية المباركة (وتأكلون التراث أكلاً لما) تعني ما يرثه الإنسان من أبويه أو أقربائه فتوجد إشارة في هذه الآية المباركة إلى ما يرثه الأيتام فيأتي الأقرباء ويأكلون هذا الميراث عليهم أي مال الآخرين وبالأخص مال الأيتام، وقد قال الله سبحانه وتعالى (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) حتى يبلغ أشده أي المحاولة من الاستفادة من مال اليتيم للمصالح الشخصية وهذا أمرٌ مرفوض، وكلا الآيتين تدلان على ارتباط الإنسان بالدنيا وبالمال بالتحديد، فعلى الإنسان أن يأخذ نصيبه فقط وليس نصيب الآخرين المحدد في الشريعة.
وختم الدكتور طلال الحسن بقصة أصحاب الرسّ التي جاءت في القرآن الكريم فهم قوم كانوا يعبدون شجرة صنوبر التي لها علاقة بالنبي نوح وكان عندهم أمير طاغي اسمه “تركوز” حيث أخذوا يغرسون أغصان الشجرة إلى أن وصلوا لدرجة رفع شأن الشجرة لدرجة القداسة حيث حرموا الأكل منها بالإضافة لمنع الشرب من النهر فبعث الله عز وجل حنظلة ليرجعهم إلى الصواب فكذبوه وحاولوا تقطيعه فدعا الله إلى موت الشجرة فوسوس الشيطان لهم الشيطان أن حنظلة هو وراء موت الشجرة فحفروا له حفرة ورموه بها وأشعلوا داخلها النار ليعاقوه، فغضب الله عليهم غضباً شديداً، والعبرة من هذه القصة أن علينا إعطاء أنفسنا فرصة لنتراجع عن أخطائنا ونتأمل ما يقول الله ورسوله ولا نتبع أهواء الناس.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=1MkLqsm7b2c