أن حقيقةَ الإيمانِ التي أُمرنا الله بها، هي أن تتواطأ عبادة القلب مع عبادةِ الجوارح، فتتحقق عبودية القلب مع عبودية الجوارح، فنحسن العبادة باطناً كما نحسنها ظاهراً، إن الإيمان الذي في القلب لابد أن تصدقه الجوارح بأعمالها، فإن التصديق يكون بالأفعال كما يكون بالأقوال.
ماهي تقوى الجوارح؟
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج “رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ صهيب الحبلي، والشيخ توفيق علوية.
حيث وضح الشيخ حبلي، التقوى لها مراتب، فلكل من المحسنين والمؤمنين تقوى، فتقوى المسلمين من الذنوب والمؤمنين من العيوب والمحسنين من ما سوى المحبوب، وأيضاً هناك تقوى القلب واللسان والجوارح كلها والإنسان يعمل عليها بأن يستعملها بطاعة الله لإنه مهما فعل ليشكر الله عليها لن يوفي الله حقه إلا إذا استعمله بما يرضي الله فسخر لنا العين لننظر إلى كتاب الله ونتفكر في خلق الله من الآيات واللسان لقراءة هذا الكتاب والأذنان لنسمع لكلام الجبار، والبطن والفرج، وكل هذه الشهوات المتمثلة بسبع أعضاء فقال العلماء: لأبواب جهنم سبعة وإن جهنم لموعدهم أجمعين، لكل باب جزء مقسوم وجوارح الإنسان سبعة وإذا عصى الله بجارح من هذه الجوارح لدخل من باب من هذه الأبواب وإذا عصى الله تعالى بجوارحه السبعة لدخل للنار من جميع هذه الأبواب.
وأضاف الشيخ علوية، للإنسان ظاهر وباطن وورد في الدعاء “اللهم نور ظاهري بطاعتك و أجعل جوارحي له نورانية لطاعتك” العين نورايتها أن تغض البصر عما حرمه الله تعالى، والأذن نورايتها أن لاتسمع ماحرمه الله، وإن مروا باللغو مروا كرام، واللسان نورايته أن يتكلم بالصدق، والقدمان أن لا يمشيان إلى مناطق الحرام، وهكذا سائر الجوارح، فلكل جارحة لها نورياتها الخاصة وأن لا تسمح للمعصية أن تتسلل إليها لإنها إذا تسللت فثمة خيانة هنا، والعبد يكون خائن فإذا أعطيت شخصاً مالاً وصرفه على خيانتك فتصفه بالخائن.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: