التقوى ثلاث مراتب، إحداها حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات، فهم شيء عجيب وقد سمي بهذا الاسم لكثرة تقلبه، كما أن تقواه هي الأهم في حياة المسلم لأنه كما يوجد للجسد فرائض وآداب ومكروهات ومحرمات كذلك الأمر بالنسبة للقلب فإنه تتعلق به فرائض في حق كل إنسان مسلم، واستقامته تتحقق بعدم حقد المسلم على أحد ولا احتقار ولا استكبار أحد.
هذا ما تطرقنا له في برنامج “شمعة سحر” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية حول موضوع ” تقوى القلب” مع فضيلة الشيخ صهيب حبلي.
حيث تحدث الشيخ صهيب حبلي أن بعض فرائض القلب تتعلق بالعلم والعقيدة ومنها مكارم الأخلاق، فالإخلاص والصدقٌ والتوكل ومحبة الله عز وجل وأهل بيته (ع) كل ذلك مكانه القلب، وتحصيلها يكون على أيدي أهل العلم الربانيين، لذلك علينا الانتباه ممن نأخذ منهم ديننا لأن ليس كل عالم صعد المنبر ولبس ثوب الإسلام يؤخذ منه العلم، بل يجب أخذه من العلماء الربانيين بالإضافة لدراسة ما ألفوه من كتبٍ لأن هذا العلم قل في أيامنا.
وأضاف الشيخ حبلي أن القلب يتعلق بالفرائض والسنن والآداب التي ينبغي أن يكون عليها المسلم في باطنه مع الله عز وجل أولاً ثم مع عباده، وإن تقوى القلب تتحقق عندما يكون القلب سليماً من سوء الظن ونوايا الشر والأمراض والعلل التي تفسدُ على المسلم عمله وتجعله غير مقبولاً عند الله.
وأشار الشيخ حبلي أن القلب السليم الذي ينتج عنه العين واليد والأذن والرجل السليمة فعلى الإنسان ألا يمشي إلا لخير ولا يتفوه إلا بخير ولا تنظر عينه إلا للخير، فالعين تأنس بثلاثة أشياء هما الماء والخضرة والوجه الحسن، مما يجعل القلب ينتج عنه كل شيء سليم.
وختم الشيخ صهيب حبلي أن الجوارح السليمة أصلها القلب السليم لأن الدم الذي يصل إليها ينبع من هذا القلب، ويقابل ذلك محرمات تعد من كبائر الإثم، لأن ظاهره يدعى لمرتكبه بالتوبة والابتعاد عنه كشارب الخمر، بينما الذي يكون في باطنه علّة من كبائر الإثم الباطن فإنها تحبط اأعماله وتمنعه من دخول الجنة مثل مرض التكبر والهوى والإعجاب بالنفس.