كان لا يسمح لنا بالخروج من دار أبي الأرقم (الجامعة) إلا في يوم الأحد ، و لساعات معدودة لزيارة مولى المتّقين علي ، و التّسوق لما بقي من أيام الأسبوع .
وما أن عدنا إلى الجامعة في ذلك اليوم و اغلقنا الباب وراءنا حتى سمعنا صوت انفجار مدوي ومهيب و لعلها أول سيارة تنفجر في العراق ثم علمنا أنها سيارة مفخخة انفجرت عند مرور موكب (محمد حمزة الزبيدي) ، و هو من جلاوزة و جلادي النّظام المقبور المحسوبين على الشيعة ، ظلما و عدوانا و لعله ممن شارك في مخطط اغتيال الشّهيد الصّدر الثاني ، و لكن الانفجار مرَ برداً و سلاماً و اجتازت سيارة ذلك المجرم دون أذى ليبقيه الله و يريه نهاية طاغيته صدام و ليمت هو الآخر ذليلاً و ينتظره حسابٌ عسير أعاذنا الله منه .
و سرعان ما اتخذت الحكومة قرارها بغلق مكتب السّيد الشّهيد ، المكتب الذي ظلّ يذكر مقلدي السّيد بنور وجهه الوضّاء و نبرة صوته الفريدة ، و حركة البراني الدؤوبة .
اتخذت الحكومة قرارها لأن المتّهم في هذه المحاولة هم أبناء السّيد الصّدر الثّاني ، و أعني بذلك مقلّديه ، فتأزّمت الأمور وأصبحنا أمام مشاكل جديدة ، و في طليعة المشاكل التي ستواجه خط السّيد الصّدر و الشيخ اليعقوبي هو نفاذ المال ، حيث تجبّى الحقوق الشرعية ، و في مقدّمتها الأخماس من كل حدب و صوب و تجلّب، إلى براني السّيد الشّهيد .
و هنا وقف الشّيخ اليعقوبي مفكراً و مخاطباً لنا إنً بقاء جامعة الصّدر الدّينية مع غلق مركز التموين (البراني) ، يعني في نظر حكومة البعث أننا نعتمد على مصدر مالي غير الحقوق و أول ما يخطر في ذهن الحكومة هو (إيران العدو اللدود آنذاك) ، فالصّحيح أن نعلق الدّوام في الجامعة لفترة (أسبوعين) ، لنعطي للحكومة رسالة تطمين ، أننا فعلاً غير مرتبطين بإيران و نقول للناس أن الطلبة بحاجة إلى العمل لتأمين معاشهم ، فكان التعطيل لتلك الغاية .