تولى الإمام المهدي (عج) زمام إمامة الأمة وقيادتها في التاسع من ربيع الأول عام ٢٦٠ للهجرة، وذلك بعد استشهاد والده بسمّ سقته إياه يد الظلم والضلال، في الثامن من ربيع الأول عام ٢٦٠ للهجرة.
فكان يوم التتويج هو أول يوم من إمامة وخلافة منجي البشرية، وآخر الحجج لله على أرضه، من سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، كما بشر بذلك جده محمد (صلی الله عليه وآله) في أحاديث متواترة، نقلتها كتب المسلمين سنّة وشيعة.
وفي مثل هذا اليوم غاب الإمام المهدي (عليه السلام) عن أنظار الناس، وبدأت بغيابه الغيبة الصغرى التي استمرت سبعين عاماً، وبالرغم من غيابه سلام الله تعالى عليه لكنه يبقى ناظراً إلى أعمالنا، ومطّلعاً عليها وله مهام ووظائف كثيرة جداً، بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب، كما ورد ذلك في روايات أهل البيت (عليهم السلام).
فقد سُئل النبي (صلی الله عليه وآله) عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته، فقال: «إي والذي بعثني بالنبوة، إنهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس، وإن تجللها السحاب».
وورد عنه علیه السلام: «نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك مادامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط بكم علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهرهم كأنهم لا يعلمون، إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمتكم الأعداء فاتقوا الله جل جلاله».
١. بحار الأنوار ٩٣:٥٢
٢. بحار الأنوار ١٧٤:١٣