على مسارح رحلة التاريخ الإسلامي كانت النهضة الحسينية قاعدة تتمحور حولها جميع الثورات الإنسانية من خلال مخاطبة الوعي الجمعي وللوقوف على دلالات ذلك لابد لنا من دراسة نهضة عاشوراء على أسس وتشريعات الأجتماعي والسياسي والأهداف التي حملتها كمرتكز مؤسس لنهضة الإمام المهدي(ع) كما جاءت بها الروايت ولا يخفى على المتتبع وجود ارتباط وثيق بين نهضة الإمام الحسين(ع) وثورة الإمام المهدي(عج) وكلاهما بقيادة إمام المعصوم وعلى خط الله لنصرة دينه وإقامة العدل.
ماهو وجه الربط بين مقدمات نهضة عاشوراء وبين مقدمات ظهور الإمام المهدي بحسب الروايات الواردة؟
أي الخصائص التي ستحملها ثورة الإمام المهدي(عج) في تنفيذ مشروع الإمام الحسين(ع) الإصلاحي؟
هل هناك آيات مباركة أو أحاديث نبوية تشير إلى علاقة نهضة الإمام المهدي(عج)؟
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج”حوار الأفكار” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، السيد عادل الياسري، والدكتور عباس العبودي، والشيخ توفيق حسن علوية.
حيث وضح السيد عادل، مسألة وجه الربط هو النهضة السماوية التي انطلق منها الإمام الحسين(ع) هي ذاتها التي سينطلق منها الإمام المهدي(عج)، بحسب الروايات أنها ستتحقق للإمام الحجة(عج)، رجحت كتب التاريخ المقدمات لنهضة الحسين(ع) كانت أولا لشخصيته وأن القرآن أعطى أرضية وحصانة للإمام(ع) من خلال النصوص الواردة فيه حتى يواجه الأعداء كان الحسين(ع) هو واحد من أحد المصادر التي يقدمها القرآن لجمهوره فهو في آية القربة وجزء من آيات كثيرة، والحصانة التي أعطيت للإمام الحسين(ع) لشموله للكثير من النصوص القرآنية ثم بعد ذلك صدر النبي(ص) أحاديث للأمة.
بدوره أضاف الدكتور عباس، أن حادثة كربلاء التي أراد فيها الإمام الحسين(ع) أن يحيي بها الإنسانية بعد أن سعت الكتلة الأموية أن تميت قلوب الناس وترشدها إلى طريق الإنحراف والإمام(ع) أراد أن يرشدها إلى طريق رسول الله(ص) وكان شعاره” الا ترون الحق لايؤمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه”، من خلال هذا الامتداد النبوي رسالياً تبدأ من أدم إلى نهاية الإنسانية في هذه الأرض لذلك أن الغرض من العمل الإصلاحي لكل مسيرة الأنبياء هو انه يعبدون الإنسان إلى الله ليكون خليفته على هذه الأرض بكل مستحقات هذه الخلافة.
وقال الشيخ توفيق: ” هناك تسلسل تدريجي ممنهج لسائر حركات الأنبياء ابتداءً من أدم (ع) مروراً بالنبي(ص) وصولاً إلى المهدي(عج) وبطبيعة الحال أن هذه المهدية تمر حكماً في النهضة الحسينية، وقد ورد في القرآن المجيد هذا الربط بين الإمام الحسين(ع) وحركة الإمام المهدي(عج) هذه الآيات التي تحدثت عن هذا الربط يمكن انتزاع عدة عناوين ومحاور من هذه الآيات والمحور الأمول هو المظلومية والمنصورية.
لمتابعة الحلقة عبر اليوتيوب: