سمعنا وقرأنا بعض الاعتراضات الانفعالية على دعوة المرجعية الرسالية المتمثلة بسماحة المرجع الشيخ اليعقوبي – دام ظله – ونصيحته بأن تقتصر المسيرة الراجلة على الأرض المباركة بين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام) في زيارة الأربعين ……. ونقول لهؤلاء المعترضين:
1. من سياق حديث سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي وكلامه الذي سبق النصيحة، يتضح أن ظروف الصيف شديدة الحر وذروته في الأيام المصادفة لإحياء شعيرة المشي، تستدعي رعاية هؤلاء المخلصين المشاركين بإحياء شعائر الإمام الحسين (ع) والشفقة على أحوالهم والتقليل من الأضرار التي قد تعترضهم بأداء وظيفتهم الشريفة هذه …. فلماذا الاستغراب؟ وهل هناك ملازمة بين إضرار المشايّة وتعريضهم للأذى وبين قبول إحيائهم للشعيرة ولأمر أهل البيت عليهم السلام؟
2. وهل هناك مانع شرعي وعقلي يحول دون الجمع بين إحياء الشعائر وبين تقليل الأضرار والأذى على المؤمنين المشاركين بإحياء الزيارة المباركة؟ بل إن الشرع والعقل يدعو إلى الجمع بين تحقيق أهداف الشريعة وأحكامها وبين حفظ المؤمنين وتقليل الضرر عليهم مادام ذلك ممكناً .. وهو في الفرض ممكن، فإن المشي لمدة أربعة أيام (بين النجف وكربلاء) وفي هذه الظروف شديدة الحر، يحقق مصداق نصرة أهل البيت وإحياء أمرهم (عليهم السلام) بأعلى الدرجات، ويحقق هدف إلفات نظر المجتمعات الإنسانية إلى نهضة الإمام الحسين المباركة.
3. وهو لايعني تقليل المشاركين في مسيرة الإحياء الحسيني، بل يمكن أن تنظّم الشعيرة وتستمر لفترة تساوي مجموع الفترة السابقة في السنوات الماضية في حدود المسافة بين النجف وكربلاء المقدستين، وبذلك نجمع بين الثمرتين، ثمرة إدامة الشعيرة لنفس الفترة مع تقليل الأضرار والأذى على المشاركين فيها مع ظروف الحر الشديد، فيكون قطع المسافات في أوقات اليوم التي تكون أقل حرارة وتجنب المشي في أوقات ذروة ارتفاع الحرارة.
4. وقد تضمن حديث سماحة المرجع، الاستشهاد بطريقة السلف الصالح من العلماء والعرفاء ومن سار على نهجهم، بالسير من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة، وكان بإمكان أولئك المخلصين لأهل البيت (ع) أن يباشروا بداية المشي من مدن أبعد من النجف الأشرف.
5. وكذا المشي من بغداد أو من الحلة لمن قصد كربلاء من شمالها أو شرقها، فتكون مساراً آخر للمشايّة يوسع المشاركة في إحياء هذه الشعيرة المباركة.
6. إن هذ النصيحة ستحقق فوائد إضافية بتركيز جهود الخدمة الشعبية لمسافات أقل وتكثيف جهود الأجهزة المعنية بتوفير الأمن والخدمات بمساحات أقل وهو ما يضمن الحفاظ على أمن الزوار بدرجة أعلى، وخدمتهم بشكل أفضل.
7. ومن غريب أقوال المعترضين على هذه النصيحة قولهم إن روايات المشي لم تقيده بمسافات محددة ولم تقيده بالرجال … وهذه سطحية من صاحب هذه المقولة وتصديه لإبداء رأي بما لم يُخط به، فإن بروز إشكاليات ومصاعب وظروف تؤدي لمضايقة النساء أو إيقاع المشايّة عموماً بضرر صحي مع ظروف الصيف اللاهب تكفي مبرراً للفقيه الرؤوف بحال شيعة أهل البيت (ع) أن ينصح ويقترح تنظيماً لها مع دفع وإزالة تلك المحاذير.
8. وفات هذا المعترض أن أحكام الشريعة الواجبة يتم التخفيف فيها رعاية لمتاعب أقل مما يواجهه الزائر الماشي .. فإن الطواف الواجب في الحج يشترط أن يكون بين الركن ومقام إبراهيم (ع)، وفي حال الازدحام الشديد يجيز الفقهاء أن ينتقل الحاج في طوافه خارج هذه المساحة ويطوف في المساحة الأوسع خارج مقام إبراهيم (ع) تخفيفاً وتسهيلا ورعاية بالحجاج، على الرغم من أن الطواف واجب !.
عبد الزهراء الناصري
٢٠٢٤/٨/٢
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية