السلام عليكم •••
السؤال / أنا مقبلة على فترة خطوبة قد تستغرق أكثر من شهر، أودّ أن أعرف:
ما حدود العلاقة بين الخطيب وخطيبته قبل أن يتم العقد الشرعي بينهما؟
فهل يمكنهما الخلوة معاً في مكان واحد، والخروج للتنزه وتغيير الجو، والتعرف على بعض، والانفتاح بالحديث، ولمس أحدهما الآخر بدافع الحب والاشتياق.
عليكم السلام•••
الجواب/ ذكر الفقهاء: من حق الرجل الذي يريد التزويج أن يلتقي بالمرأة التي يريد الزواج منها، وينظر إليها، ويتكلم معها قبل المباشرة في مقدمات الزواج، وكذلك هو حق مكفول للمرأة فإن حصل الانسجام بينهما حينئذ يمكن السير في مقدمات الزواج، وقد تعارف عند طبقات من المجتمع أن تكون هناك فترة خطوبة للتعارف، والانسجام بين الطرفين، وربما تفرض الظروف وجود مثل هذه الفترة…
فنقول: الخطيبان في فترة الخطوبة، وقبل إتمام العقد الشرعي؛ أجنبيان عن بعض، وإنما يكون أحدهما حليلاً، وزوجاً للآخر بعد إتمام العقد الشرعي لذا ينبغي ملاحظة ما يلي:
١/ لا يجوز لهما الاتصال الجسدي، وإن كان لمجرد المصافحة، أو الملامسة فيما بينهما، ولا يبرِّره الشعور بالحب، والاشتياق لأنه فعل مذموم، ومحرم عند الله تعالى، ولا ينبغي أن يفتتحا عش الزوجية بالمعصية، وسخط الله تبارك وتعالى، لأنه سينعكس على واقع الزوجية مستقبلاً.
٢/ عليهما الانتباه لكلامهما، وفعلهما، وحركاتهما فيما بينهما، وليكن كل ذلك ضمن الضوابط الشرعية؛ خالياً ممّا يثير الريبة، واللذة، والشهوة، وما يخدش الحياء، ويخدش العفة.
٣/ أن تكون الفتاة بكامل حجابها الشرعي، من دون تخضع بالقول، أو تمايل بالفعل.
٤/ يمكنهما أن يلتقيا، ويتحادثا من دون أن تكون هناك خلوة لا شرعية بينهما حذراً من الوقوع في مصائد الشيطان، ويمكن تحقيق ذلك في جو أسري عام، أو جلسة مفتوحة بين الأهل.
٥/ أمّا خروجهما معاً فأن كان له حاجة عقلائية، ومبرّر مقبول عرفاً كإجراء بعض المعاملات الإدارية، أو شراء أغراض لهما، ونحوه، فيمكنهما ذلك مع مراعاة ما ذكرناه آنفاً، وليكن ذلك بإطّلاع وإذن ولي أمر الفتاة.
وننصح أن لا تطول فترة الخطوبة، بل يتم العقد مباشرة لكي نبتعد عن المحاذير الشرعية، ويمكن سلوك طرق شرعية متعدّدة للتعرف على بعض، وقياس مقدار التفاهم، والانسجام بالسؤال، والاستعلام عن حال الطرفين، وتكرار لقاء ما قبل الزواج أن لم يكتف بلقاء واحد.
ولا ننسى أن الله تعالى يحب مشروع الزواج، وقد حث عليه في كتابه العزيز، وسنة نبيه الكريم فمع خلوص النية، والاختيار الصحيح لكل طرف سيبارك الله هذا الزواج ويجعله سكناً أمناً مباركاً.
قال تعالى :(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))
فضيلة الشيخ ميثم الفريجي