وفقني الله تعالى لإداء فريضة الحج سنة 1431هـ (2010م) وحضرت دعوة أقامها أحد وجهاء الشيعة في المدينة المنورة على شرف بعثات مراجع الدين من النجف الأشرف وقم وحضرها حشد كبير من شيعة أهل البيت (ع) في المدينة وحجاج من مختلف الدول الإسلامية.
،
وطلب صاحب المجلس من العلماء الأعلام تعريف أنفسهم إلى الحاضرين ليزدادوا شوقا إلى سماع كلماتهم فتحدث الأعلام بما هم أهله من الفضل والعلم والبحث والتدريس، أما الشيخ اليعقوبي فلم يزد على القول (محمد اليعقوبي طالب علم من النجف الأشرف) فما كان من أحد الفضلاء الجالسين قريبا منه – وهو مدير مركز متخصص في قم المقدسة تابع لأحد المرجعيات الكبيرة- إلا أن أخذ المايك ووصف سماحة الشيخ اليعقوبي بأنه أحد مراجع الدين في النجف الأشرف ونحو ذلك من الإطراء وأعاد المايك إلى سماحته فتحدث بموعظة أقتبس منها هذا المضمون للفائدة ، :
..أن الغرض من وجودنا هو التعرف إلى الله تبارك وتعالى وعبادته بحقيقة العبادة بأن يكون الله جل وعلا كقطب الرحى الذي ندور حوله وهو المحور في كل حركاتنا وسكناتنا وعواطفنا ومواقفنا التي نتخذها في حياتنا، والطواف بالبيت الحرام أحد مظاهر هذه الحقيقة .
ويقول في فقرة أخرى ما مضمونه :
أنه من ألطاف الله تعالى بعباده وحكمته في تدبير شؤونهم وتغطية كل مساحات الحياة أنه نوّع الطاعات والقربات الموصلة إليه جل وعلا وأعطى لعباده إمكانيات ومؤهلات مختلفة، وهذا التنوع في القناعات والاختلاف في أداء الأعمال الموصلة إلى الله تعالى من الرحمات والألطاف العظيمة لله جل وعلا.
لقد شبّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمته بالسفينة التي تتحرك بحركة واحدة نحو ساحة الأمان ولو شاء أحد أن ينفردبرأيه ويخرج من حركة الأمة ويقلع خشبته من السفينة فأن الأمة تغرق فلا بد من حركة تكاملية لعناصر المجتمع يتمم بعضهم دور بعض ويشكل كل واحد المساحة التي يستطيع التحرك فيها ، وليست حركة تقاطعية عدائية أجارنا الله تعالى واياكم من مظلات الفتن
أذكر هذه الخاطرة للتاريخ وألا فأن تواضع سماحة الشيخ اليعقوبي ونكرانه لذاته أوضح من الشمس ولا يحتاج إلى شهادتي ، ويكفي وصف السيد الشهيد الصدق (قدس سره ) في كلمته المطبوعة في مقدمة قناديل العارفين بأنك من أشد الناس إنصافا للحق والله المستعان على ما تصفون.
شاهد عيان
صورة :سماحة المرجع اليعقوبي اثناء دخوله المسجد النبوي الشريف من باب السلام ١-١١-٢٠١٠
