كنت أريد أن أقرأ كتاباً لمراجعة سيرته للتزود من معارفه (سلام الله عليه) في ليلة ويوم شهادته… ولكن سبحان الله، استوقفني نقش خاتمه …. بعض الأمور تجعلك تقف لتراجع لا لتكمل …. الحكم العميقة في الحياة تدعوك دوماً للرجوع والتأمل …
المهم أنه استوقفتني بعض النصوص عن نقش خاتم الإمام الحسن العسكري (ع) وأنه نقش عليه: “إن الله شهيد”….
حقيقة كفى بهذا واعظاً…
فتكفي كلمة -أن الله يرى- لكي تستقيم حالة العبد …
ويقول العبد لنفسه:- أن الله يرى … ألا يكفي ….. ألا نخجل ؟!
من خلال استحضار الشهود الإلهي وأنه تعالى حاضر في كل موقف، وفي كل سكنة وحركة، فغيب الإنسان وشهوده هو شهود عند الله تعالى … لا تخفى عليه خافية ….
(كيف أنساك ولم تزل ذاكري وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي!)… الإنسان يقدم أعماله بخجل؛ لأنه يرى الله تعالى يراقبه…
بل سيعيد النظر في أعماله مرة ومرات لأنه يرى الله تعالى قد أحاط به ويراقبه…
أحدهم ذهب إلى السوق وخرج .. قال الله لا يوجد في السوق !… أي أن الناس لا تستحضر الله هناك !…
ومن ثم يعجز العبد ويصل إلى حالة أنه يقدم أعماله بخجل تام بعدما (يراقب ربه يراقبه) فيقدم أعماله وهو عاجز…
وهذه معرفة عالية … (معرفة العجز عن المعرفة)…(وَلَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقاً إلى مَعرِفَتِكَ إلاّ بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ)…
والأمل بلطفه تعالى أن يتحول هذا العجز إلى نعيم يعيشه العبد في حياته حينما يتلذذ بشهود ربه له .. (يا نِعمَ الطَّبيبُ، يا نِعمَ الرَّقيبُ ….يا نِعمَ الحَبيب)…
هذا النقش من الإمام … قاعدة في الحياة المعنوية …
تقول لك: أرجع أضبط الأمور أكثر .. تأمل في أولها تجد آخرها … شهادة الله تعالى فوق كل شهادة، إنها لا تقبل الرشاء .. الحياء من الله قائد إلى كل خير …
أعظم الله أجوركم ..
الشيخ ثامر الساعدي