( دروس حوزوية ودينية في سجون الطغاة)
الحلقة العاشرة
بسمه تعالى
وصلنا إلى مشارف النجف الاشرف، وكنت قد اعددت خطتي اثناء طريق السفر، وانا في السيارة، وهي كالتالي: اخذهم الى بيت في احدى مناطق النجف الاشرف كان الاخ المعني مستأجراً له في فترة معينة، وانا اعلم يقينا انّه خرج منه، وكان ذلك بحضوري، وعادتهم يشخّصون المكان، ثم يخرجون للاستطلاع عليه، ويجهزون الامور لمداهمته بعد اعلام أمن المحافظة، ومن يعنيهم الامر، هكذا كنت أفكر وانا مطمئن يقينا بالله تعالى انَّ أخانا المقصود خرج من هذا المكان، بل ربما هو غير موجود في النجف الاشرف اصلاً، ولكن كنت اخشى ردت فعلهم عليّ إذا اكتشفوا اني خدعتهم ومررت الأمر عليهم، وطريقتي في ذلك انْ اتوكّل على الله تعالى، واطلب منه العون والمدد، فيد الغيب الإلهي حاضرة معنا، ولولاها لقطّوعنا هؤلاء الجبابرة بالثرامات قطعاً قطعاً صغيرة، ليخلصوا منا…
ولكن كيف سأزور ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهما طلبا ان آخذهما الى البيت مباشرة لتشخيصه، نعم هناك فكرة ومحاولة سأجربها معهما والله المستعان، ادخلتهما الى المدينة القديمة، كانت السيارة يومئذ تدخل وتصل الى الضريح الشريف وتلتف من حوله، وفعلا وصلنا الى الحرم الشريف وطلبت من السائق ان يلتف ويتجه يسارا، فصارت لي فرصة طيبة ان استنشق عطر الضريح المقدس وان ازور مولاي أمير المؤمنين عليه السلام ، وفعلا باشرت بقراءة زيارة امين الله ، ونزلت الدموع من عينيّ، ولم اصدق ما حدث، سبحان الله القادر!، هذا ما كنت موعودا به، اتممت قراءة الزيارة وعيناي تتقلب بين الآثار الطيبة لهذه الارض المباركة ، فمسجد الشيخ الطوسي على يميني، ثم مرقد العبد الصالح صافي صفا أمامي ، ومسجد الرأس الشريف على يساري، الذي كان سيدنا الصدر الشهيد (قدس سره) يلقي دروسه فيه، ثم اخرجتهم عن طريق شارع الرسول (صلى الله عليه واله، ومنه الى مكان البيت، فاستغربا اشد الاستغراب لماذا سلكت بنا هذا الطريق، اصلا نقدر من ذاك الطريق نصل الى مقصودنا من دون الدخول الى المنطقة القديمة، فقال المقدم وليد لزميله النقيب أحمد: (انا كنت اعرف الشيخ يريد يزور ومشتاق خليته براحته)، والله العالم بمدّعاه هذا، ولا غرابة انْ يسخّر الله مثل هؤلاء الظلمة لتحقيق مطلوبه، وايصال الطافه الى عباده، تحقّقت الزيارة ولطف الله بيَّ اذا اخرجني من السجن، ونقلني الى جوار ضريح سيدي ومولاي امير المؤمنين (عليه السلام) لأرزق هذه الزيارة، والمعنويات الكبيرة، حمدا لله على منّه ولطفه بهذا العبد الفقير المخطئ المستكين.
بقي عليّ انجاز المهمة التي تطوعت لأجلها، فسرت بهم الى البيت نفسه، شخصوه، ثم توجهوا الى مديرية أمن النجف، اودعوني فيها ، والحال هنا في محجر من محاجرها حتى الصباح، وقضيت ليلتي هناك، والله يعلم كيف كانت هذه الليلة….
صباحاً، اخرجوني من المحجر، وخرجنا من مديرة أمن النجف، لنرجع الى بغداد، ولم أعلم الى الآن ماذا حدث وكيف جرت الأمور معهم، ولكن سرعان ما تحدثوا بينهم وعلمت بالتفاصيل، انهم قصدوا مختار المنطقة ، وتأكدوا من البيت وانه فعلا كان يسكنه فترة من الزمن ، و لكنه خرج منه والان هو غير موجود فيه، وفهموا اني قد صدقت معهم واوصلتهم الى المطلوب لولا انتقاله من هذا البيت….
الشيخ ميثم الفريجي
يتبع باذن الله ⬅️⬅️