دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) إلى التحقيق التاريخي في جملة من قضايا التراث الإسلامي ووقائعه ومسمياته ومواقف الكثير من شخوصه.
ونبّه سماحته (دام ظله) إلى أن الكثير من فصول التاريخ الإسلامي دونتها الأقلام المأجورة للحكام الامويين والعباسيين والزبيريين وغيرهم من الحاقدين والحاسدين لأهل البيت (ع)، لذلك فقد تعمدوا إغفال ذكر الكثير من فضائلهم ومآثرهم وفضائل أتباعهم ومريديهم…
وأضاف المرجع اليعقوبي (دام ظله)، وفي قبال ذلك وضعوا ودلّسوا الكثير من المناقب والفضائل لغيرهم من أجل طمس آثارهم وذكرهم المبارك في النفوس كما أنهم تتبعوا رواة حديث أهل البيت (ع) بالقتل والحبس والتنكيل والمطاردة والترهيب.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها لدى استقباله جمع من وجهاء عشيرة الكلابيين بمكتبه في النجف الأشرف حيث بارك سماحته مبادرتهم لتأسيس الهيئة العامة لإحياء تراث السيدة أم البنين الكلابية (رضي) زوجة الإمام علي (ع) ووالدة سيدنا العباس (ع) وإخوته الثلاثة الذين استشهدوا في واقعة كربلاء الخالدة لصيانة الدين والشريعة المقدسة من الانحراف عام 61 هـ.
كما حث سماحته الوفد الضيف على تعدد أوجه نشاط هذه الهيئة المباركة ليغطي المساحات الفكرية والثقافية وغيرها، حيث قال: إن إحياء تراث الشخصيات العظيمة والقمم الشامخة له إثر كبير في إحياء النفوس وإيقاد جذوة الإيمان واستلهام الموعظة، كما أن التحقيق في الحوادث التاريخية والمواقف والوقائع وإيصال الصورة الصحيحة، من شأنه أن يبصّر المسلمين ويزيد من وعيهم وإدراكهم لحركة التاريخ.
وبين أيدينا الكثير من ذلك فقد كان التحقيق في قضية الخنساء وأنها أم الشهداء الأربعة في معركة القادسية من أوائل الكتب التي ألفتها في بداية حياتي العلمية وانتهيت إلى أن القصة لا أساس لها من الصحة ولا تصمد إمام التحقيق التاريخي وإنما هي من وضع الوضاعين للتعتيم والتغطية على ذكر السيدة أم البنين (رضي) وطمس ذكرها ومواقفها وتقديمها لأربعة من أبناءها في واقعة كربلاء.
وغير ذلك من الحوادث نذكر على سبيل المثال: تغيير اسم (باب الثعبان) المعروف في مسجد الكوفة إلى (باب الفيل) للتعتيم على أحدى فضائل أمير المؤمنين (ع)، والترويج لحادثة مكذوبة وهي ولادة حكيم بن خويلد أخو أم المؤمنين خديجة بنت خويلد في جوف الكعبة لنفس السبب، وكل هذه دسائس وأكاذيب لا أساس لها.
وفي ختام كلمته دعا سماحته للوفد الضيف بالتأييد والتسديد وأن يثقّل الله تعالى ميزان حسناتهم ويسجل هذه الخدمة في سجل أعمالهم الصالحة فهي خدمة للسيدة الزهراء (ع) كما لا يخفى على كل لبيب قبل أن تكون خدمة للسيدة أم البنين رضوان الله عليها.