قال الله تعالى في محكم كتابه: {قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} سورة يونس ٥٨ .
يتصور الكثير من الناس ولعل هي الحالة العامة أن الدين الإسلامي ضد الفرح والسرور ويستدلون على ذلك برفضنا للحفلات التي يرافقها الرقص والغناء الذي يخرج الناس من الاتزان وحدود الأدب، وهذا خلاف الواقع. فالإسلام يدعونا للفرح كما في الآية التي تصدرت المنشور، وأهل البيت (عليهم السلام) حينما يصفون محبيهم ومواليهم يقولون (يفرحون لفرحنا). وهو ما يثبت أن الإسلام لا يتعارض مع الفرح.
بل ذكرت الأحاديث أن أحد علامات المؤمن هو السرور بطاعة الله تعالى كما جاء عن النبي( ص)( من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)، فلا مانع من الأفراح سواء كانت أعراساً أو أعياد ميلاد أو غيرها.
ومنها عيد رأس السنة الميلادية التي أريد أن أخص الحديث عنه وما ترافقه من موبقات لا يقبل بها غيور على دينه ونفسه وعرضه وبلده ، فهذه الموبقات يفترض أن تجابه بمعادل موضوعي يتصف بالاتزان والتعقل والادب الخاص والعام.
ومن موقع المسؤولية أدعو جميع المواكب والهيئات الحسينية الموقرة لإقامة مهرجانات كبيرة في ليلة عيد رأس السنة سواء كانت قرآنية أو شعرية او مسارح جوالة وما شاكل في الأماكن العامة، وتوجه الدعوات للعوائل الكريمة لحضورها رداً على من يدعي أن الإسلام حارب الحياة بل نقول لهم، ونوضح من خلال تلك الفعاليات ما سطره السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره (الإسلام يقود الحياة).
وكي لا نبخس الناس أشياءهم فقد ذكرت في (الحلقة الثانية) من سلسلة النجف الأشرف حاضرة العلم ومعلمة الأجيال أن بعض المواكب الحسينية سنوياً تقوم بذلك فعلاً. ولكن التحدي يتطلب تظافر جميع الجهود وهو ما عرفه العلماء بالواجب الكفائي الذي يسقط عن الآخرين في حال تحقق الهدف وبما أن الهدف لم يتحقق بشكل تام فقاعدة الإشتغال تبقى سارية المفعول على الآخرين .
اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين .. آمين .
الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري