🍂 هي السيدة الجليلة فاطمة بنت موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، والدها مولانا الإمام الكاظم عليه السلام وأمها السيدة نجمة أم الإمام الرضا عليه السلام، كما أنها عمة الإمام الجواد عليه السلام.
🍂 ولدت السيدة المعصومة عليها السلام عام ١٧٣ هـ ق في المدينة المنورة، وتوفيت عام ٢٠١ هـ ق في مدينة قم المقدسة(١). لم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا عليه السلام مثل هذه السيدة الجليلة فضلًا و منزلة؛ حيث كانت تلقب بالمحدثة، العالمة، المعصومة، المقدامة، العابدة، وكريمة أهل البيت عليهم السلام(٢). و يظهر من الروايات أن هذه السيدة الجليلة كانت عابدة مقدسة مباركة شبيهة لجدتها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وأنها على حداثة سنها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام.
🍂 خلال حياتها عليها السلام يُنقل أنه أتى جمع من الشيعة إلى المدينة المنورة بهدف عرض المسائل الدينية؛ ولكن الإمام الكاظم عليه السلام كان مسافرًا حينها وكذلك الإمام الرضا عليه السلام لم يكن موجودًا. عندما رأت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام الحزن في أعين الشيعة؛ وذلك لمغادرتهم من غير أن يتلقوا الإجابة على المسائل التي تركوها في دار الإمام الكاظم عليه السلام على أمل العودة مجددًا؛ حينها أتت الإجابات منها عليها السلام وقد كانت تبلغ من العمر حينها ست سنوات فقط. عند ذلك استلم الشيعة الرد على رسائلهم وأقفلوا راجعين وهم فرحين، وفي الطريق التقوا بالإمام الكاظم عليه السلام وحدثوه بالأمر وعندما رأى الإمام إجابات ابنته عن تلك المسائل أثنى عليها وقال: “فداها أبوها”(٣).
🍂 في سنة ٢٠١ هـ ق، خرجت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام من المدينة المنورة في قافلة لزيارة أخيها الإمام الرضا عليه السلام في مرو؛ ولكنها عليها السلام عند وصولها إلى ساوة مرضت مرضًا شديدًا بحيث لم تكن قادرة على متابعة المسير، عندها قررت عليها السلام الاتجاه إلى قم حيث كانت منزلًا للشيعة. عندما سمع أهل قم بقدومها خرجوا مع فقهاءهم لاستقبالها، وكان دخولها إلى هذه المدينة قبل وفاتها بسبعة عشر يومًا، وبحلولها فيها بوركت هذه المدينة، ونزلت دار موسى بن خزرج بن سعد الأشعري رحمه الله بدعوة منه وهو من أعيان قم كما زارتها في داره نساء قم عامة والعلويات خاصة، وانتفعن منها، وعُرف مكان عبادتها بـ”الستّية” في ميدان مير المعروف بقم وهو باقٍ حتى الآن ويسمى (بيت النور)(٤). و قد كانت لها عليها السلام عند كبار فقهاء قم ورواتها منزلة خاصة، حيث أنهم بعد وفاتها عليها السلام أقاموا على قبرها بناء بسيطًا، بعدها بنوا عليه قبّة وجعلوه مزارًا لهم، كما أوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها(٥). و قد قال المحدث القمي أعلى الله مقامه: ومزارها في قم المقدسة ذو قبة عالية وضريح وصحون متعددة وخدم وموقوفات كثيرة وهي قرّة عين قم وملاذ الناس ومعاذهم بحيث تشدّ إليها الرحال كل سنة من الأماكن البعيدة لاقتباس الفيض واكتساب الأجر من زيارتها عليها السلام(٦).
🍂 كما ظهرت لها عليها السلام كرامات كثيرة نذكر منها هنا ما نقله المرحوم القمي صاحب (مفاتيح الجنان) عن بعض أساتذته: أن المرحوم ملا صدرا الشيرازي كان يسكن في قرية كهك من قرى قم المقدسة، وقد كان ناسكًا في طريق السير والسلوك إلى الله تعالى، وكان كلما وجد صعوبة في مسألة علمية يذهب إلى السيدة عليها السلام بقم ماشيًا على قدميه، ويتوسل بها، فيسهل أمره وتحلّ مسائله ويرى بعينيه ألطافها وعنايتها الخاصة(٧).
📚 ١. مستدرك سفينة البحار ٢٦١:٨
📚 ٢. رسالة في تواريخ النبي والآل صلوات الله عليهم ١٠٣:١٢
📚 ٣. كريمة أهل البيت عليهم السلام ١٧٠
📚 ٤. بحار الأنوار ٢٩٠:٤٨
📚 ٥. عصر الظهور ٢١٤
📚 ٦. منتهى الآمال ٣٧٨:٢
📚 ٧. فوائد الرضوية ٣٧٩
بقلم: سارة آل يحيى