إلقاء الضوء على دور المرأة في قضية الإمام الحسين (ع) يمكن أن يوضح دورها في المجتمع الإنساني ولا سيما في الحركة السياسية والاجتماعية العامة، فالمرأة كان لها دوراً كبيراً ومهماً في النهضة الحسينية لا يقل عن دور الرجل فيها ولا سيما اذا أخذنا بنظر الاعتبار الخصوصيات التي يتميز بها الإمام الحسين (ع) كإمام مفروض الطاعة وله مواصفات خاصة لا يمكن أن يشبهه فيها أحد من الناس، كما أدت المرأة في المجتمع الإسلامي دوراً رائعاً بفضل إيمانها بالعقيدة الإلهية التي صاعت منها وجوداً طاهراً وفاعلاً فإن نموذج المرأة التي اشتركت في واقعة الطف كانت قد بلغت القمة في ذلك الدور وتألقت في آفاق الإنسانية لتُخلَد بخلود الموقف وأصبحت هذه الملحمة البطولية المثل النسوي الذي جسد المبادئ الإسلامية.
وفي برنامج “عشرة الباذلين” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على دور النساء في كربلاء مع السيد بهاء الموسوي.
حيث وضح السيد بهاء أن هناك نقطة مهمة ينبغي الإشارة إليها بمسألة الجهاد عندما نقول أن الجهاد ليس واجباً على المرأة لا نعني بذلك كل الجهاد، لأن الجهاد أنواع منه ماهو بالسيف ومنه ماهو بالكلمة والكتابة والموقف والثبات فالذي لا يجب على المرأة هو ذلك الجهاد المسلح أما الجهاد الآخر وهو الأوسع يجب على المرأة.
وأضاف السيد بهاء أن اصطحاب الإمام الحسين (ع)للنساء معه إلى كربلاء يكشف لنا أمراً مهماً في كربلاء أنها ليست حرباً بالمعنى العسكري فقط هذه نقطة ينبغي التركيز عليها، و وجود تساؤلات حول وجود النساء هو فرع الفهم الخاطئ لكربلاء الذين كانوا يعترضون على سيد الشهداء حتى الآن يعترضون عليه لماذا اصطحب النساء معه؟ هم لم يفهموا معنى كربلاء بالمعنى الحقيقي هم فهموها على أنها معركة سيفية يُقضى بها على هؤلاء القوم أولئك فيُقتل الرجال وتنتهي المعركة.
وذكر السيد بهاء الحال أن وجود النساء في كربلاء يكشف لنا سراً جديداً من أسرار كربلاء الكونية اذ أنها ليست معركة عسكرية بالمعنى العسكري، مضيفاً أن عبارة “شاء الله” لها أبعاد غيبية المشيئة الإلهية والتقدير الإلهي، ولكن لها أبعاد رسالية أخرى، فما معنى “شاء الله”؟ معناها أن الله يضع الأسباب ومسبباتها اذا أراد الناس أن تنتصر ومن أسباب انتصار كربلاء وجود من يكمل مسيرة كربلاء، لذلك دور السيدة زينب (ع) كان يتلخص ب ثلاث محطات تشترك بها كل امرأة زينبية من يوم شهادة أبي عبد الله (ع) إلى قيام الساعة وهي:
1- الدور التوضيحي.
2- الدور التكميلي.
3- الدور التتميمي.
هذه الأدوار الثلاثة هي التي جعلت لكربلاء هذه الإشراقة المستمرة، وأيضاً هناك نقطة مهمة في مسألة “شاء الله” هي أن الله شاء أن تجري الأسباب بمسبباتها واذا أردنا أن نوجد سبباً للانتصار والرفعة فلا بد أن يوجد هذا العنصر في كربلاء.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=TCFhOD09Gmw