أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على الدور الريادي الذي يجب على القنوات الفضائية الدينية القيام به في مواجهة وسائل الافساد والضلال والانحراف باعتبارها من أهم وسائل الفريضة الغالبة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك ان هذه المسؤولية صعبة ومعقدة لان الخصم سخّر اموالاً طائلة وتقنية متقدمة ويساعده ان عمله موافق لأهواء النفس وشهواتها ويزيّنه الشيطان {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [الأنفال : 48]، وان العمل الديني لا يجاريه في الإمكانيات المادية والتقنيات وحركته مقيدة بالضوابط الدينية والأخلاقية والعرفية الا انه مؤيد بنصر الله تعالى وألطاف الامام صاحب العصر (عليه السلام){هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال : 62] وانه موافق للفطرة والعقل السليم وذلك مشروط بالإخلاص وحسن السلوك {نْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد : 7].
وقال سماحته خلال لقائه مع كوادر قناة النعيم الفضائية الذين حضروا الى النجف الاشرف لتغطية شعائر الزيارة الفاطمية ان الاخر يحاول تضخيم وجوده الا ان الوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك، ومن الشواهد على ذلك حالة الالحاد التي يصورونها على انها ظاهرة عالمية الا ان الحقيقة عكس ذلك فقد دعوا الى عقد مؤتمر دولي للإلحاد قبل اشهر ووجهوا دعوات الى جميع دول العالم الا ان المؤتمر فشل ولم يعقد لانهم لم ينجحوا في بيع التذاكر رغم انتظارهم مدة طويلة .
وأفاد سماحة المرجع (دام ظله) بانه التقى قبل أسابيع بجمع من أساتذة الجامعات والمثقفين من النجف الاشرف ليناقش معهم العلاقة بين الحوزة العلمية والجامعات والنخب الثقافية وما يُدعّى من وجود فجوة مصطنعة بين الجهتين اللتين تقوم بهما حياة الامة وان من اهم الأسباب التي ذكرت لهذه الفجوة هو فشل الخطاب الديني في اجتذابهم واقناعهم لتخلفه عند البعض وعدم انسجامه مع ثقافة العصر وعدم مناغمته لتطلعات الأمة وهمومها ونحو ذلك.
ووضع سماحته هذه النتيجة بين يدي القائمين على الخطاب الديني وأدواته كالمنبر والكتاب والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ليتعرفوا على مسؤولياتهم ويحّدثوا آليات عملهم شكلاً ومضموناً فقد وعد الله تبارك وتعالى بان الغلبة لهم في النهاية {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور : 55]