هي أشهر النور قد هلّ هلالها، فمن يحسن الإستقبال؟! والبدايةُ شهرُ رجب الأصب، شهرُ رسول الله، فما أعظم الضيافة وما أكرم التشريف.
من هنا يجدر بنا إخوتي أخواتي أن نستهل أشهر النور ببرنامجٍ عملي وتأملٍ عميق لإنطلاقةٍ سليمة في رحلة العشق الإلهي والغفران. أن يبدأ العبدُ منا رحلةٍ روحانية من نفسها، فيحاسبها ويعاتبها ويروضها.
رحلةٌ تبدأ في رجب وتنتهي مع الليالي الأخيرة من شهر رمضان الكريم، ليالي القدر المباركة، حين يسلّمُ كلٌ منا أعماله. فطوبى لمن أحسن الزرع والعناية والعبادة. رحلةُ عامٍ كاملٍ من العمل والجهد، والتحضير للمشروع الذي نعده بشغف لننال شهادة الرضا والرحمة والغفران، وحين تقترب الساعات الأخيرة بدء من شهر رجب فشهر شعبان نزدادُ تصميما وعملاً واجتهاداً لنسلّم مشروعنا كاملاً مكمّلاً. مشروعٌ يعرضُ على الله ورسوله وآل بيته، فهل يا ترى يحظى برضاعم وإعجابهم؟!
سلسلةٌ من المشاريعِ يعدها المؤمنون في كل عام لتحصيل الدرجات العليا التي تؤدي بهم إلى الجنة والقرب من الأولياء والصالحين. فمن أحسن الزرع والإعداد نال الشهادة والتقدير، ومن أهمل خسر وخاب وندم.
فليكن شهرنا المبارك هذا شهرٌ للتأمل والتعمق والمحاسبة. لنسأل أنفسنا الأسئلة التالية لنرى هل نحنُ من الرجبين؟!
-هل أحافظُ على العبادات ولاسيما الصلاة، وفي وقتها ؟
-هل أمر نفسي والآخرين بالمعروف، وانهاها وأنهى الأخرين أيضاً؟
-هل أصل رحمي وجيراني وأحبتي؟
-هل أحمل الناس على سبعين محملٍ، وأحسن الظن بهم وأقضي حوائجهم؟
-هل أجالسُ المغتابين والنمامين والمرآين واللاهين والعصاة؟
-هل أستثمرُ وقتي في رضا الله؟
هل أقرأ القرآن، وأداوم على الطاعات والعبادات؟
هل ألتزم بالحدود الشرعية، باللباس والمأكل والمجالس..؟
هل ألتزم بأخلاق الرسول وآل البيت؟
-هل أعدُّ لظهور الإمام؟
تكثرُ الأسئلة وتتشعب، وهنا تتضح أهمية محاسبة النفس لإنطلاقةٍ سليمة ومثمرة، إن شاء الله.