قرأت منشوراً يتهجم على المرجعية العاملة الرسالية المتمثلة بسماحة الشيخ اليعقوبي، فيه كذب وافتراء وينم عن أحقاد وعقد نفسية، ويبتعد عن الإخلاص والصدق بعد المشرق عن المغرب، ونعلق على ماجاء فيه …
أولاً – يقول المنشور المخادع إن سماحة المرجع اليعقوبي يحارب الشعائر الحسينية، وأنها ليست المرة الأولى كما يدعي ويكذب صاحب المنشور:
التعليق:
1. سماحة الشيخ اليعقوبي أحيا شعيرة تشييع الزهراء وذكرى شهادتها (ع) وجعلها مناسبة لزيارة أمير المؤمنين وتجمع سنوي يربو عدد المشاركين فيه على (مئات آلاف الشيعة) وتحيي المحافظات ذكرى شهادتها في الرواية الثانية بفعاليات تشييع رمزي واسعة يشارك فيها عشرات آلاف الموالين … وبعد اشتداد وقوة هذه الشعيرة اضطرت الحوزة الأخرى لمتابعة سماحة الشيخ في إحيائها أيضاً.
2. وكذلك أحيا سماحة الشيخ ذكرى شهادة الإمام الحسن (ع) وجعل لها يوماً خاصاً ضمن عشرة محرم الحرام، فمن هو الحريص على إحياء الشعائر أكثر منه بعد هذا؟.
3. وسماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) أسس سنة حسنة بإحياء ذكر ومواقف العقيلة زينب بنت علي (ع)، إذ جعل يوم ولادتها (يوم العفاف) لتستلهم الأمة من فيض كرم أخلاقها وصمودها وعفتها وشجاعتها ومقارعتها للظلم والطغيان، فهل فعل غيره ذلك حتى ترجحه عليه بنصرة شعائر الدين وإحياء أمره!؟
4. وصدر منه توجيه للأمة بتعيين يوم للفتوة، وقد اختار له يوم الخامس عشر من شوال لأنه ذكرى معركة أحد وإعلان السماء أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو فتى الإسلام بلا منازع يوم نادى منادي السماء (لا فتى إلا علي) ودعا إلى إقامة هذه الفعالية ووضع برامج لاكتساب المجتمع خصوصاً الشباب، هذه الخصلة الكريمة لنساهم في ارتقاء الأمة وازدهار البلد، وليقم العلماء والكتّاب والمفكّرون بالتعريف بتفاصيلها، والله معكم وهو ناصركم إن شاء الله.
5. ومنها مبادرة الحسين بسمة تلميذ، تربط الجيل بمعاني ومضامين نهضة الحسين (عليه السلام) المستهدفة إخراج الأمة من الجهالة وحيرة الضلالة التي يعتاش كثير من متقمصي موقع القيادة على انتشار وشيوع الجهل.
6. ومبادرة أسبوع أمير المؤمنين (ع)، ودعوته لإقامة الفعاليات الفكرية والندوات والنشاطات الثقافية لمدة أسبوع، تبدأ من عيد الغدير إلى يوم المباهلة الشريف للتعريف بأحقية أمير المؤمنين (عليه السلام) ونشر سيرته المباركة ليقتدي بأنوارها طلاّب الحق وعشّاق العدالة والإنصاف، فمن هو الحريص على إحياء أمر أهل البيت أكثر من سماحته؟!
7. ويوم القراءة العالمي في السابع والعشرين من رجب.
8. ويوم المنبر العالمي وما يتضمن من فعاليات توعية وتطوير لوظائف المنبر وأدواته الفاعلة في هداية الأمة وإصلاح أحوالها وتعبئتها، للدفاع عن قضاياها المصيرية العادلة.
9. ومبادرة يوم التوبة العالمي ودعوته المباركة لإقامة الفعاليات العبادية والروحية في جميع محافظات البلاد على شكل تجمعات تتآزر نواياها وتتوحد أفعالها بجذب المجتمع وإعادته إلى طريق الله تعالى، والالتزام بشريعته المقدسة.
10. والدعوة إلى توسيع الاحتفالات بذكرى وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتجديد دعوة الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) بزيارة أمير المؤمنين (ع) في يوم شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ).
11. ودعوته السنوية المتكررة لإحياء بيعة الغدير العظيمة والحضور المكثف عند أمير المؤمنين، وفي بعض السنوات يلقي خطاباً مباشراً للأمة الإسلامية في يوم الغدير ويوضح فيه حقائق الإمامة دون مجاملة، ولكن لم نسمع عبارة واحدة ولم نقرأ سطراً واحداً من غير سماحته دعى علناً لإحياء هذه المناسبات الإسلامية المهمة !!.
12. ونقتبس نصاً مختصراً من خطاب سماحته عام (٢٠١٢). (في خطاب المرجعية بتاريخ (٢٠١٢/٤/٢٥) ذكر سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي- دام ظله الشريف: ( …..ثلاثة أيام في الإسلام أراد الله تبارك وتعالى لها أن تثبّت عقيدة الأمة وتصحح مسيرتها وتحفظ الإسلام نقياً ناصعاً سليماً من الزيغ والانحراف الذي يريده طلاب الدنيا لتحقيق مصالحهم الذاتية…………………
الأول: يوم الغدير وبيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً للأمة وخليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومكملاً لرسالته المباركة…….
الثاني: يوم القيام الفاطمي حينما انقلبوا على الأعقاب بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما أخبر به الله تعالى: [أفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ] (آل عمران:144)، وهو يوم الفرقان في معركة التأويل التي خاضها أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)………
الثالث: يوم عاشوراء، يوم التضحية بالقرابين النفيسة لفضح الحكام المستبدين الفاسقين المحاربين لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) …..
فأروني خطاباً معلناً صريحاً شجاعاً في الدفاع عن حق أهل البيت وفضح أعدائهم صدر من غير سماحته إن كنتم منصفين؟
ثانياً- يقول المنشور (وإما بعد المسافة فقد حج سيد الشهداء (عليه السلام) ماشياً أكثر من عشرين مرة ماشياً والمسافة بين مكة والمدينة 440 كيلو متر تقريباً ولم يذكر أنه أشفق على نفسه أو شيعته من بعد المسافة)
التعليق:
1. إن سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي – دام ظله – يؤكد على شعيرة الزيارة الراجلة – مشياً- للإمام الحسين (ع)، وقد قال عنها (إن الذهاب سيراً على الأقدام فيه إظهار لعظمة المقصود) (إنه يتضمن إظهاراً للولاء لأهل بيت النبي (صلوات الله عليهم أجمعين) ومحبتهم التي جعلها الله تبارك وتعالى أجر الرسالة (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ).. وقال سماحته (إن فيها مواساة لآل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعيالات الحسين (عليه السلام) الذين اقتيدوا أسارى…)
2. لم يمنع سماحته من الزبارة الراجلة- المشي – فلماذا تكذبون !؟ وإنما دعا إلى المشي من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة، أو من بغداد إلى كربلاء … وقطع هذه المسافة مشياً تحقق المواساة وإظهار الولاء لأهل البيت عليهم السلام وبيان عظمة المقصود …
3. ليس بدعاً من أحكام الشريعة التخفيف على المكلفين مادام البديل يحقق المصلحة ويحفظ الملاك .. وفي الحج الواجب يجب أن يكون مسار الطائف بين الركن والمقام ولكن يجوز في حال الازدحام الشديد أن يطوف الحاج خارج المقام، والمشي أكثر من (٨٠) كيلو متر من النجف إلى كربلاء أو من بغداد إلى كربلاء يحقق كل الثمار المرجوة من الزبارة الراجلة – المشي – ثواباً ومواساة وإظهار الولاء لأهل البيت، والتعريف بنهضة الإمام الحسين (ع) المباركة.
4. قول المنشور (مشي الإمام الحسين إلى الحج) نعم وهو عمل أدّاه المعصوم عليه السلام، ولم نجد سيرة واضحة بفعله حاضراً من قبل المؤمنين أو العلماء، فلماذا؟ أليس فعل المعصوم يتسابق المؤمنون للتشرف بتقليده؟ ولو لمسافات (١٠٪) مما كان يمشيه المعصوم عليه السلام .. فإذا قلت إن الظروف الموضوعية تمنع، فلتكن في موردنا أيضاً ظروف شدة الحر ووطأته على (المشايّة) إذا استمر المشي لأسبوعين أو أكثر مبرراً للتخفيف عن هؤلاء المناصرين للحسين (ع).
5. وقد استشهد سماحته بطريقة السلف الصالح من العلماء والعرفاء ومن سار على نهجهم، بالسير من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة ، والاقتداء بمثل هؤلاء القادة المخلصين لايُترك، ولو كانت مصلحة السير مشياً للإمام الحسين (ع) ومواساته (ع) لاتتحقق إلا بمسافات أبعد من النجف الأشرف لما سبقهم إليها أحد.
6. وهل هناك مانع شرعي وعقلي يحول دون الجمع بين إحياء الشعائر وبين تقليل الأضرار والأذى على المؤمنين المشاركين بإحياء الزيارة المباركة؟ بل إن الشرع والعقل يدعو إلى الجمع بين تحقيق أهداف الشريعة وأحكامها وبين حفظ المؤمنين وتقليل الضرر عليهم مادام ذلك ممكناً .. وهو في الفرض ممكن، فإن المشي لمدة أربعة أيام (بين النجف وكربلاء) وفي هذه الظروف شديدة الحر يحقق مصداق نصرة أهل البيت وإحياء أمرهم (عليهم السلام) بأعلى الدرجات، ويحقق هدف إلفات نظر المجتمعات الإنسانية إلى نهضة الإمام الحسين المباركة.
عبد الزهراء الناصري