الاعتذار هو خلق سامٍ لا يقدر عليه إلا من كان يملك علماً وأدباً وذوقاً سليماً وفكراً سديداً، فليس من السهل القيام به سواء كان الشخص المتضرر قريباً أم بعيداً. البعض يدرك خطأه لكنه لايجد الشجاعة عليه، والبعض الآخر يخاف أن يرفض اعتذاره، اما أسوأهم فذلك الذي لا يستطيع أن يبصر خطأه ولا يقدر حتى على الاعتراف به.
ماهو منشئ ثقافة الاعتذار؟
هذا ماتحدثنا في برنامج”وأنتم بخير” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع المدرب عماد الفهد، المحامي أحمد المياحي، والناشط المدني علاء الشوكي، والباحث الاجتماعي قيس مطر، والباحث الاجتماعي محمد العامري، والناشط المدني سمير العبودي.
حيث وضح المدرب عماد، أن الثقافة المتعلقة التي تعتمد اعتماد مباشر على الذات الإنسانية على الثبات النفسي للإنسان وقوة الذات الإنسانية فكلما الإنسان امتلئ ثقة بالنفس وكلما عرف نفسه واقترب من معرفة وتوكيد ذاته كلما أصبحت هذه الثقافة واضحة على ملامحه وتجدها موجودة في كل سكناته وحركاته وسلوكياته وهي ثقافة الاعتذار، وتكون منحسرة تماماً ونحن نريد ان نتحدث عن المؤمن الذي لايخطئ ولا يعتذر، وكأن الإنسان المؤمن في برج عاجي، وكأنما هي أشارة بأن الإنسان هو متثبت فكراً وشعورا، وإنه متأكد من كلامه.
وأضاف المحامي أحمد ،يمكن أن نرجع إلى القرأن الكريم الذي ثبت لنا القاعدة الأساسية فقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم” ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ” صدق الله العظيم، قضية الاعتذار انحصرت بالمجتمع، فالقليل مانجد ثقافة الاعتذار وقد يكون أن الشخص ينظر للاعتذار هو تراجع وخوف ويجرح ذاته وتعتبر جانب من جانب الإسائة لنفسك.
بدوره، أعرب الناشط الشوكي، أن الوسط الاجتماعي والقراءة تؤثر على ثقافة الاعتذار بالأسرة نجدها مفقودة سواء بين الأب والأم أو الأولاد إذا حققنا الاعتذار داخل الأسرة نجدها تنمو بشكل طبيعي في المجتمع، أما في المؤسسات نجد إنها قليلة أيضاً فهي مسألة أنانية مع العلم أن الاعتذار يحقق جانبا إيجابي وهو التسامح وترتفع المسألة إلى أن تصل على مستوى دول بحيث لا نجد بأن الاعتذار واضح وصريح.
قال الباحث قيس: إن عدم ممارسة الاعتذار قد تكون بسبب جهل، بعضها يكون تربية أسرية، ونحن في مجتمعاتنا الشرقية لانجد أب يقف أمام أبنه ويعتذر فلايوجد إنسان معصوم عن الخطأ، فقال أمير المؤمنين(ع):”أعقل الناس أعذرهم للناس” أي الإنسان الكثير العذر، مثلا نتيجة اختلاف الثقافات فهي ليست ضعف في الشخصية، والإنسان الذي يمتلك قوة اعتذار فهو يمتلك قوة الشخصية.
أما الباحث العامري، أفاد أن الجهل هو العامل الأساسي لإلغاء ثقافة الاعتذار وعدم انتشارها لذلك علينا أن نعالج هذه المشكلة أولاً ومن م نتجه إلى الجانب العملي لنطبق لاعتذار.
وأشار سمير، أن ثقافة الاعتذار هي رصانة المجتمع وتجديد العلاقة فعندما تأتي لأن تعتذر فأنت تجدد العلاقة ولكن للأسف نحن في مجتمعنا نعتقد بأن الاعتذار هو إما يأتي من نقطة ضعف أو بأننا نحن دائماً نكون في مشكلة منحصرة في الاعتذارفنحن بحاجة إلى شجاعة القلب فليس فقط في شجاعة الاعتذار بل بتقبل ثقافة الاعتذار.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر الويتوب: