وهب الله جل جلالة هذه الأمة لغة الضاد هذه اللغة الغنية بمفرداتها ودقة قواعدها ، وأكرمها بأن جعل القرآن ينزل بلسانها العربي المبين وهو لسان أهل البيت عليهم السلام ولسان أهل الجنة ، فلا غرابة أن يكثر الشعر والشعراء في هذه الأمة وبما إن السيد الشهيد خرج من رحم هذه الأمة لذا تجده اتصف بكل ما هو حسن في هذه الأمة ومن هذا الحسن : اللسان الفصيح والبلاغة العالية وكيف لا وهو حفيد سيد البلغاء ، ولا يخفى على أهل اللغة امتياز الشعراء بعدة مواصفات منها إطلاقهم العنان للذهن والخيال للتعبير عن المعاني بصور فنية مستعارة وفي أغلب الأحيان بدون قيود ، خصوصا عند مطلع قصائدهم حينما يصفون الخمر او النساء او الاطلال … حتى اصبح هذا السياق منهجا عندهم ، لذا تجد شعراء على درجة عالية من العلم والاخلاق ولكنه ملتزم بهذا المنهج ، وفي نفس الوقت تجد بعض الشعراء ومن قبل عدة قرون خرج عن هذا السياق اما الشعر في محضر السيد الصدر فتراه يدور في فلك ترويض نفسه المقدسة للعبودية والخضوع والطاعة لله وطلب مغفرته … ولا ينظر لشيء إلا لله وفي الله … وللسيد الشهيد ديوان شعري يسمى (سلسلة أشعار الحياة/ مطبوع) ، فيما بعض من قصائده:ـ
قصيدة بعنوان : في ذكرى الخلود
في ذكرى الخلود
يا أمير المؤمنيــــــــن يا إمام المتقيــــــــــن
انك النور المبيــــــــن من اله العالميــــــــن
يا أمير المؤمنين
أنت يا زوج البتــــــول أنت ياصهر الرسول
أنت ياعـــــــــز العقول يا كريم الأكرمين
يا أمير المؤمنين
انك اللطف العظيـــــــــم انـك المـن القديـــــــم
انك النور العميــــــــــم انك الحبل المتيـــــــــن
يا أمير المؤمنين
انك المجد الاثيــــــــــل حامل الحمل الثقيــــــــل
صاحب السيف الصقيل يا عظيم الأعظميـــــــن
يا أمير المؤمنين
انك المولى الوصـــي انك النور المضـــــــــي
انك الروح الرضـــي يا إمام العالميـــــــــــــن
يا أمير المؤمنين
انك النور العميـــــــم والصراط المســـــــــتقيم
أنت في اللطـف قديم يا معـز المؤمنيــــــــــن
يا أمير المؤمنين
يا إمام الصابريـــــن يا مـثـال الـعابـديـــــــن
يا معز الزاهديـــــن يا شـفـيـع الـمـذنـبيـــن
يا أمير المؤمنين
انك الســـيف الطويل لأبـاطـيـل الـذلـيـــــــل
انـك المحق الاصيـل لـفـســـاد المارقيـــــن
يا أمير المؤمنين
أنت لـطـف الله فينا يا أمام الـمـتـقـيـــــــن
عـظـم الله بـقـتـلـــك مـن أجور المؤمنيــن
يا أمير المؤمنين
عـظـم الله بـقـتـلــــك اجر مولانا الرسول
عـظـم الله بـقـتـلــك اجر زهرانا البتــول
يا أمير المؤمنين
إنها ضـربـــة غـدر من شــرار العالمين
أوجبت فوزا عظيما لك في الأفق المبين
يا أمير المؤمنين
ســــــببت مجدا كبيرا عند رب العالميــن
صرت روحا سرمديا فوق عقل العاقلين
يا أمير المؤمنين
صرت مجـدا أبديا صرت نورا أزليا
صرت نبـراسـا قويا يا أمير المؤمنيـــن
قصيدة بعنوان : ماذا تريد
ماذا تريد (وهي أبيات تكون أوائل حروفها كلمات محمد محمد صادق الصدر (19/11/1405هج)
ماذا تريد وأي شــيء تطلب * مـادام قـلبـك في البـلاء معذب
حمدا لذي المن الذي بعطائه * وســـنائه كل المـكاره تـذهـب
ماذا إذن؟هل من مزيد تريده * أفلا يكف عن الصعود المطلب
داء به القلب ابتلى فاصبر له * إن الصبور من البلاء لايرهب
ما ينبغي طلب المزيد ولا الذي * تهوى وما بالعـقـل دوما تطلب
حذرا فان به البلاء إذا أتى * ثـقـلا يقـل به الـقـوي فيعـطب
ماذا تريد وهل هنا من منقذ * لا أم تـنـفـع فـي البـلاء ولا أب
دم عند حالك قانعا حتى ترى * فـيض الإله يلف نفسـا ترغب
صن شهوة النفس الغريرة دائما * هـل كـنـت منها أي خير تجلب
الله اعلـم حـيث يجعـل رفده * من حيث لا تدري النـفوس فتعجب
دامت أيادي الحسان ولم تدع * شـيئا .فحمدا له لاينضـــب
قس أتى الأمر الذي تصبوا له * بمحاسن الماضي التي لك تنسب
الشيء إن يك في القضا لك واصلا * أو كان في الأقدار دوما يحجب
لابـد منه فـلا تكـن مـتطـلبا * ما لا يكون . له ســــفاهة تطلب
صـدق بان الله يغـني عبــده * من دون ماتعـني النفوس وتتعب
دوما يريد العبد شيئا طالحا * والله يعـطي الخير وهـو يرتـب
رحمى الرؤوف وحكمة العدل التي * لطف لها في العالمين محجب
قصيدة بعنوان : مناجاة
مناجاة
الهي ذو الضر يرجو نداك ويعلم بالخير تسخو يداك
ويأمل فضلك فيمن رجـاك فلا تحرم العبد مذ قد أتاك
ويرنو إليك ويرجو رضاك
الـهي فارحـم مدى ضره وأنت الخـبير على ســــره
وأنت الـقـدير على جـره فـحـاشـاك تـهـمـل من أمره
وقد جاء نحوك واهي الحراك
فهل من بكى إذ يفـيـد البـكا وهل من شكا إذ يزيد الشكا
وعزتك ما بكا واشتكى لشيء مـن الخـلـق فـيـما حـكــــى
بل العين دوما تراعي نداك
وأنت الذي لاترد السؤال وليـــس بذنب إذا ما يـقـال
تـجاهـك ياخالـقـا لا يزال وبالرحم تشمل كل المجال
فأي الأيادي تساوي يداك
تقدست فالفكر قزم ضئيل وإدراكنا فـيـك قـحـط قـليل
وانت العليم وانت الوكيل وأنت الـمـدبر إذ لا كـفـيل
وأنت مـنوره في ســراك
أتاك عبيدك إذ لا نصير وأنت الخبير وأنت النصير
يرجو نداك بقلب مرير وكف حصير وظهر كسير
فـلا تـقـطعـن أملا في علاك
وأنت العليم بحال الذي تحفى وقد كان بالمحتذي
وأغناه علمك عن منفذ يقول :ـ اله الورى منقذي
إذا ما أضاق علينا الشـــراك
قصيدة بعنوان : يا أمة الإسلام
يا أمة الإسلام
يا أمة الإسلام حاشا أن تقري للمظالـــــــــم
الدين يهتك والشريعة تستباح بها المــــــــــــــحارم
من كل منحرف الجنان وكل خوان ظالــــــم
يهفو إلى المرعى الوبيل ويحتسي كأس المآثـــــــم
يا أمة الإسلام حاشا أن تذلي للقيــــــــــــود
إذ يهتك الدين الحنيف بكف محتال حقـــــــــــــــــود
إذ يستباح الطهر من زمر الضلالة والجحود
فتزلزلي يا أمة الإســــــــــــــــــــــلام زلزالا وميدي
يا أمة الإسلام حاشا أن تضلي أو تنامـــــــي
أو أن تقري الضيم ا وان تحمـــــــــــــلي حر الاوام
تثرى الخطوب ولم تحرك فيك عالية الضــرام
ما هكذا ظن النبي بخير قوم في الأنـــــــــــــــــــــــام
يا أمة الإسلام يا من أسست مجد الأوائــــــــل
بعقيدة الإيمان والسيف المجرد والجحافـــــــــــــــــل
بمواكب الشهداء والعلماء والصحب الأماثل
حاشاك أن تنسي جهودهم بمنعطف المشاكــــــــــــل
يا أمة الإسلام لا تعطي الدنا كف الذليــــــــل
لتواجهي العيش الخسيس بتربة المرعى الوبيـــــــل
ولتحصدي اللعنات في التأريخ جيلا بعد جيل
ولتأخذي أسم الفسوق ازاء لإطراء الجليـــــــــــــــل
ما هكذا يا أمة الإسلام تجتاز المشاكـــــــــل
ما هكذا يحلو الدفاع عن العقيدة والحلائــــــــــــــــل
في الاستكانة للذاذة واللظى في الكون حاصل
أين الأوامر بالجهاد؟ أليس في الإسلام عامــــــــل؟
لم أمة الإسلام قد ضحى النبي لنا وجاهـــــد؟
ولم اكتوى نار المعارك واستقام لها وجالــــــــــــد؟
فلربما أفنى الجيوش وربما في الحرب عاهد
فلتنظري يا أمة الإســــــــــــــــــــــلام فيما فيه كابد
فلئن يكن قد واجه الإشراك والجهـــل الحقيرا
فلئن رأينا الشر والإلحاد والكيد الخـــــــــــــــــطيرا
من كان منحرف الضمير وقائل افكا وزورا
لاتقطعي يا أمة الإسلام في البلوى المســـــــــــــيرا