بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
الحلقة ( ٢٦)
———————————————-
نقتبس في هذا المنشور باختصار افكارا تضمنها خطاب للمرجعية قبل اكثر من عشرين عاماً …
1. ضمن جواب لسماحته حول الوحدة الاسلامية يقول : كان لعلمائنا المخلصين – قدس الله اسرارهم – مواقف مشهورة ومساعٍ مشكورة لجمع الصف وتوحيد الكلمة …وبحسب تجربتي – والقول لسماحة المرجع – فان لجمع الكلمة ركيزتين :
الاولى : الالتفات الى القواسم المشتركة بيننا وهي كثيرة ، فربّنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا واحدة وعدونا واحد وهمومنا واحدة ومصالحنا واحدة ومستقبلنا واحد وأسس ديننا واحدة ، وهي التي أشارت اليه الاية المباركة السابقة وأمرت بالاعتصام به وجعلته المحور الذي يجتمع عليه المسلمون ، فلماذا نعرض عنها جميعاً ونركز على النقاط الفرعية جداً التي نختلف عليها ؟
الثانية : احترام كل طرف قناعة الاخر ورأيه مادام قد توصل إليه بطريق صحيح او ما نعبّر عنه بحجة شرعية تبرر له عند الحساب الاعتماد عليها ، وان نعلم ان الاختلاف في الرأي سنة طبيعية ، فحتى داخل الاسرة الواحدة تجد القناعات مختلفة ولم يعكر ذلك صفو العائلة …فلماذا لا نتصرف بنفس الاسلوب داخل أسرتنا الكبيرة وهو المجتمع فأنه أهم من أسرتها الصغيرة وأعظم شأناً .
2. .. وانت ترى اعداء الله ورسوله اجتمعوا على باطلهم واتخذت كلمتهم على ضد الاسلام والمسلمين فلماذا نتفرق عن حقنا !؟ فعزة الاسلام في وحدة ابنائه التي يحبها الله تبارك وتعالى كما في قوله (( ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )).
3. .. ولابد ان لايقتصر فهمنا للقتال في سبيله على المواجهة المسلحة مع الكفار ، بل مطلق المواجهة على صعيد النفس ومع الشيطان وفي ساحة التحديات الفكرية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية .
4. .. وبين يديك تعاليم الاسلام ومصادر تشريعه تجدها حافلة بكل مايدعم الألفة والتقارب بين القلوب ، فأمر بالخمس والزكاة لمساعدة الفقراء ، وشجع على قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم وتفريج كربهم والتراحم والتواد والتواصل بينهم والتخفيف عن آلامهم ، حتى جاء في الحديث ( من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ، فيخرج من ربقة الاسلام وحسن الرعاية الالهية من لا يحمل هذا الشعور اتجاه أمته …
5. وفي خطاب اخر للمرجعية الرسالية بتاريخ (٢٠١٣/٥/٥) اشارت الى ( يوماً بعد يوم تنكشف وتتّضح الخطة الشيطانية التي أُعدّت للمنطقة الإسلامية والعربية ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير، والّتي تستهدف تمزيق وحدتها ونسيجها الاجتماعي وتفتيت دولها إلى دويلات وأقاليم ضعيفة، ويبقى فقط الكيان الصهيوني القوّة المهيمنة في المنطقة لاستمرار السيطرة عليها، بعد ان احترقت ورقة تركيع الشعوب والتحكم بثرواتها من خلال أنظمة ديكتاتورية تعتمد سياسة البطش والقسوة والتسلّط بالحديد والنار.
6. وفي نفس الخطاب الشريف ايضا تقول المرجعية ( وقد استخدموا لتنفيذ هذه الخطّة وسائل عديدة على رأسها القوة العسكرية وأموال دول البترودولار والالتفاف على حركة الشعوب …..)
7. وفي نفس خطاب عام (٢٠١٣) تنبه المرجعية بقولها : (ومن أقذر الوسائل وأخبثها وأخطرها إشعال الحرب الطائفية وإثارة الفتن بين المسلمين وتغذية التعصّب واستفزاز المشاعر والعواطف الدينية بالأفعال الدنيئة التي لا يقوم بها حتى أشد الوحوش ضراوة وبطشاً….
عبد الزهراء الناصري