سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
الحلقة ( ٢٧)
——————————————
نقتبس في هذا المنشور افكارا تصحيحية مهمة لوضع العشائر تضمنها خطاب المرجعية قبل اكثر من ٢٥ سنة :
1. فبالرغم مما ينطوي عليه النظام العشائري من حسنات وإيجابيات كالاتحاد والتآزر والتواصل وسد الحاجة ، وما تنطوي عليه العشائر من خصال حميدة كالكرم والشجاعة والوفاء والغيرة والنخوة ، لكن هذا كله يجب ان يكون في قالب الدين والشريعة ولا يزيغ عنها ، ولا يجوز ان يكون ضغط العرف العشائري اكثر من الوازع الديني بل يجب تهذيب وتعديل هذا العرف بما ينسجم مع الشريعة .
2. ان الشيطان ليوحي الى اوليائه بأنه النار ولا العار ، والامام الحسين عليه السلام يقول ( العار أولى من دخول النار ) ، على انه ليس في تطبيق الشريعة المقدسة أي عار ، بل العار في مخالفتها والشرف في الالتزام بها كما في الحديث ( من أراد عزاً بلا عشيرة وشرفاً بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله الى عز طاعة الله ).
3. اذا اجتمع الخصوم عند الله سبحانه فلا ينفع المذنب ان يقول أمرني رئيس عشيرتي بكذا وكذا وكان عليّ التنفيذ ، فانه يُرمى هو ورئيس عشيرته في جهنم …
4. .. فان أشد الناس حسرة من باع دينه لدنيا غيره ، فما معنى ان يتقاتل قوم فتذهب النفوس والاموال – وهم يدّعون الاسلام – من اجل كلام مفترى وتهم مدعاة من دون تحقيق ، يلقيها مغرض او منافق او حاقد ويوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين وهو عين ما كان يفعله اليهود بين الاوس والخزرج في المدينة .
5. وحتى لو حدث حادث – لاسامح الله – بسبب نزوة شيطانية من زنا او لواط او قتل او سرقة فقد جعل له الشارع المقدس ضوابط وحدود (( تلك حدود الله فلا تعتدوها )) ١، (( ومن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه ))٢ .
6. ومن يشرّع احكاماً بغير ما أنزل الله فان عذابه شديد ، لانه ينازع الله تعالى في سلطانه ويجعل نفسه حاكماً في مقابل حاكمية الله تبارك وتعالى .. ونصيحتنا لرؤوساء العشائر ان لا تغرّهم هذه الرئاسات ، فقد حذَّرنا الائمة من تولي رئاسة مجموعة من الناس مهما كانت قليلة لانه يطول موقفه يوم القيامة ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ….
7. وكان السلف الصالح يتهربون من الزعامات ورعاً واحتياطاً لدينهم وفراراً من الوقوع في المزالق ، فمن تبوأ مثل هذه المقاعد فليضاعف الحذر امام الله سبحانه وتعالى وليكن على معرفة تامة باحكام الشريعة لكي لا يقع في مخالفتها ، ويجب ان يكون واسع الصدر رحيماً رؤوفاً بالناس يقبل العذر ، وجامعاً لشتى الخصال النفسية الحميدة .
عبد الزهراء الناصري
——————————————
(١) سورة البقرة الاية ( ٢٢٩)
(٢) سورة الطلاق