بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
الحلقة ( ٣٠)
—————————————-
حرصت المرجعية من وقت مبكر باعداد متطلبات التأسيس للمرحلة الجديدة لمواجهة المشروع الغربي الذي يختفي خلف الاحتلال العسكري والمشتمل على اهداف سياسية واخلاقية واقتصادية واجتماعية تهدف لتمييع الهوية الاسلامية والوطنية للمجتمع العراقي .. واعداد آليات العمل المناسبة للتحديات الوافدة مع المشروع الغربي …. ونقتبس هنا بعض الافكار باختصار بما يرتبط بخطوات المرجعية الرسالية وعملها الدؤوب على ترشيد مسيرة الامة وحمايتها من الانزلاق بعيدا عن الاهداف الاسلامية النبيلة ::
أولاً- انطلقت مؤسسات ضرورية الوجود للنهوض بمتطلبات المرحلة الجديدة وكان اهم معالمه العمل السياسي وضرورة اقتناص الفرصة التي اتيحت للطائفة المحرومة وابراز اغلبيتها واستحقاقها في ان يكون لها الدور الاكبر في النظام الجديد .
ثانياً- أنشأت المرجعية تشكيلات تؤلف مشروعا حضاريا ناضجاً مثل :
أ- فروع جامعات الصدر الدينية في المحافظات
ب- فروع جامعة الزهراء ع لنشر الحوزات العلمية الدينية للنساء
ج- جماعة الفضلاء لتنظيم عمل الحوزة العلمية في المجتمع وضم رجالها في كيان منظم
د- حزب الفضيلة الاسلامي لتمثيل قواعد المرجعية ومن يؤمن بمشروعها في العمل السياسي
هـ- عشرات منظمات المجتمع المدني بمختلف النشاطات ومراكز البحوث والدراسات
و- عدة اذاعات محلية توّجت بقناة فضائية
ز- مكاتب اعلام ودور نشر
ثالثا – كانت توجيهات المرجعية ورقابتها على استقامة العمل السياسي في البلاد حاضرة ومؤثرة وتمثل اعلى اصوات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي منعت انحدار الاوضاع وتضغط على الفاعلين السياسيين وتجبرهم على التخلي عن خطوات ومواقف ومشاريع ضارة بالمجتمع .
رابعا – حذرت المرجعية منذ خطاباتها الاولى بعد عام ٢٠٠٣ من الانهماك في العمل السياسي والانشغال بالصراع على المناصب الى حد نسيان المباديء والاهداف التي ضحى من اجل تحقيقها السلف الصالح وهي اعلاء كلمة الله تعالى ونشر تعاليم اهل البيت ع وصلاح الامة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
خامسا – بسبب زلّة اقدام الكثيرين وضياعهم في الصراع والتنافس المذموم على حطام الدنيا حتى وصل حالهم الى التقاتل وسفك الدماء التي حرمها الله تبارك وتعالى ، ولم تنفع بيانات النصح والموعظة والتذكير , فعلى أثر ذلك ضعف حماس المرجعية لدعم السياسين وابتعدت عن الحالة شيئاً فشيئاً ، واعلنت براءتها من المتصدين للسلطة والحكم وسحب تأييدها السابق وأمرت اتباعها في حزب الفضيلة الاسلامي بالانسحاب من مفاوضات تشكيل الحكومة عام ٢٠٠٦، وقد حاول المتصدون تقديم المغريات من اجل اسكات المرجعية الا انها أصرّت على على الموقف واعلمتهم بان قرار الانسحاب مرجعي وليس قرارا حزبياً حتى يمكن ان يخضع للصفقات والمصالح المتبادلة .
سادساً. قرار المرجعية هذا بسحب الشرعية عن المتصدين لادارة العملية السلمية من وقت مبكر (٢٠٠٦) واعلان عدم رضاها عن منهج ادارة العملية السياسية والحكم في البلاد سبق كل المواقف بسنين عديدة ، وكلّف المرجعية الكثير من الحملات المسعورة للتشويه والتسقيط والافتراء والكذب والصاق التهم .. مضافا الى الى الاعتداء على بعض مؤسسات المرجعية .. وقد كانت بأيديهم كل مقومات التأثير ، فبيدهم السلطة بكل مفاصلها والمال الوفير والاعلام الرسمي والديني ومدعومة بالفتاوى المتقدسة ، ومع كل ذلك تسامى سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي دام ظله عن الرد عليهم ومضى على بصيرة من أمره يعبر عن مظلومية الشعب ومحروميته ويقف للفساد والاستبداد والاستئثار بالمرصاد .
سابعاً – يقول سماحته ( لقد تحملنا كل ذلك لاننا وجدنا ان من مسؤوليتنا حماية التشيع كعقيدة ومدرسة من ممارسات المحسوبين عليها ممن يسمون شيعة ، الذين لم يأبهوا لهذه الخسارة الاستراتيجية من اجل تحقيق مكاسب شخصية آنية زائلة ، فكان لزاماً علينا ان نتخذ موقفا شجاعاً يبرز الفرق بين التشيع والشيعة عندما يسيئون التصرف ويصدر عنهم ما يتنافى مع التعاليم السامية لهذه المدرسة المباركة ).
ثامناً- ويضيف سماحته ( …وقد ادى الانسحاب الى نتيجة مهمة اخرى وهو كشف القناع الطائفي عن السياسيين المتصارعين وفضح تسترهم بالطائفية لحشد كل من الفريقين طائفته من ورائه مع ان الصراع في حقيقته سياسي لقضم اكير مقدار ممكن من الكعكة التي يتنافسون عليها ….
تاسعاً- ومن قول سماحته ( .. وبعد هذا الانفصال والبينونة في الفكر والسلوك والمباديء الذي أحدثته بياناتنا ومواقفنا فقد وضحت الرؤية وكانت بداية الطريق حيث خمدت جذوة الصراع الطائفي وبدا ماكانوا يخفون من الصراع السياسي ).