بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
الحلقة ( ٣١)
———————————————
نقتبس باختصار في هذا المنشور مطالبة سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي دام ظله في وقت مبكر سبق الحميع وتعبيره عن تطلعات الشعب العراقي المشروعة في ادارة شؤون البلاد العامة … واعلن سماحته في تجمع عام ( خطبة صلاة الجمعة ) بحضور آلاف المؤمنين في الكاظمية المقدسة بتاريخ (٢٠٠٣/٤/٢٥) مجموعة قضايا نذكر اهمها :
1. ان المطلوب في الحاكم ان يكون مسلما عادلا ولا يهم بعد ذلك ان يكون حوزوياً او غيره ، بمعنى انه بحفظ لجميع الناس حقوقهم بكل انصاف وعدالة من غير استبداد ولا حرمان ولا ظلم ولا تبديد للطاقات في تصرفات غير عقلائبة .. وان لا يتخذ قراراً مخالفا للشريعة المقدسة وان يستشير في آرائه …….. وهذا النص تضمن رفض قرار الاحتلال بتنصيب حاكم اجنبي عسكري او مدني ، وتضمن اقرار مبدأ المواطنة في توزيع الحقوق على العراقيين دون تمييز ديني او مذهبي او قومي او مناطقي ، وتضمن ضابطة التزام الحاكم بعدم مخالفة احكام الاسلام، وهذا الوضوح في الخطاب والتعبير بشجاعة عن هوية الشعب العراقي المسلم ينفرد به سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله
2. طالب سماحته بالاسراع بتشكيل حكومة مؤقتة تتصف بأنها وطنية حرة ذات ارادة مستقلة … وهذا الموقف تعبير مسبق برفض اي آلية تعيين يلجأ اليها الاحتلال في تنصيب حكومة او سلطة لادارة شؤون البلاد وتنبيه للشعب وتحفيزه لاعتماد آلية المشاركة الشعبية في اختيار من يحكمهم .
3. اشار سماحته في نفس الخطاب المذكور الى اولويات هذه الحكومة من قبيل اعمار البلاد واعادة الحياة الطبيعية اليه وتوفير الامن والاستقرار ، ووضع الدستور المستند الى عناصر كل كيان اجتماعي ( الحرية ، العدالة ، الاستقرار ، التآلف ، حقوق الانسان ). … وكما ترى ان المباديء التي دع سماحته لتشييد الدستور على اساسها تحفظ وحدة العراق وسيادته وتصون تماسكه الاجتماعي .
4. وان يتضمن الدستور تشكيل لجنة فقهية تضم علماء السنة والشيعة لمراقبة الدستور والمنع من حصول أي مخالفة للشريعة … وهذا الموقف الشجاع المبدئي شكّل الاساس لتضمين الدستور الدائم احكام عدم مخالفة القوانين لثوابت الاسلام وتعيين خبراء فقه في المحكمة الاتحادية وهيأ الارضية القانونية للمطالبة بتعديل اي قانون نافذ مخالف للشريعة الاسلامية .
5. وتضمن الخطاب الدعوة الى انتخابات حرة نزيهة لاختيار الحكومة والبرلمان ،ودعا سماحته الجمهور العراقي للمشاركة بمسيرات كبيرة يوم الاثنين (٢٠٠٣/٤/٢٨) ليظهروا تأييدهم ، وفعلا شاركت الجماهير العراقية بهذه المسيرات التي وصفت بانها اكبر تظاهرة في تاريخ العراق الحديث .
6. اذن موقف سماحة المرجع كان الاسبق بالمطالبة بالانتخابات الحرة النزيهة ورفض مشروع الاحتلال ومحاولاته تغييب ارادة الشعب واعتماده التعيين كآلية في تنصيب السلطات التنفيذية والتشريعية ، وحفّز الجماهير لدعم هذه المطالب والاصرار على تنفيذها … فجزاه الله خيرا عن الاسلام وعن الشعب العراقي خير الجزاء على هذا التأسيس السليم والجهاد الصادق في الدفاع عن حقوق الشعب وحريته في الاختيار وتحرير ارادته من التأثيرات الاجنبية .
عبد الزهراء الناصري
٢٠٢٤/٩/١٥