تميّزت مرجعية سماحة الشيخ محمد اليعقوبي- دام ظله – بالتصدي الشجاع وبالمواقف المعلنة لمواجهة أساليب الحرب الناعمة التي انتهجها أعداء الاسلام والتي تهدف الى مسخ او تمييع أو إفراغ الهوية الاسلامية للشعب العراقي
وأصدر سماحته خطابا في شهر أيلول عام (٢٠٠٣) رفض فيه دعوات محاربة الاسلام وتحكيمه في حياة المسلمين ، ومن تلك الدعوات لجنة تروج لحرية اختيار الملبس دون قيد وشرط ويريدون بذلك العري والانسلاخ من الحياء والعفة والعودة الى الحيوانية … وعلى طريقة المرجعية فانها تبرز معالم الاسلام واحكامه التي تصون كرامة وحرية الانسان وعفة سلوكه واستقامة فكره وتفضح نقائص المناهج الغربية والمرتبطين بها والمروجين لمبادئها المنحرفة….
ونقتبس بعض الافكار التي تضمنها الخطاب بتصرف واختصار :
1. العراق المسلم عبّر بملء ارادته في المسيرات والاحتفالات والشعائر ان خياره الاسلام وانه يرفض أي مسخ او تمييع او إفراغ لهويته الاسلامية التي تعبر عن عقيدته وأخلاقه وتقاليده.
2. ان الحرية لا تعني الانفلات من الضوابط فانها حينئذ عين الهمجية فلكل دولة قانون ينظم حياة الشعب فيها ولا ترضى سلطاتها بتجاوز هذا القانون ، وقانون هذا الشعب هو الاسلام بعقيدته وأفكاره وسلوكه وأعرافه وتقاليده .
3. إن الاسلام من صنع الله تبارك وتعالى خالق الانسان والعارف بما يصلح عيوبه ويسعد روحه وجسمه وينظم حياته وعلاقته بالاخرين ، أما القوانين الوضعية فهي من صنع البشر الناقص الذي لايستقر له رأي فيحذف اليوم ما ثبته بالأمس ويعدل غداً ما يقرره اليوم وهكذا فأيهما أولى بالاتباع ؟.
4. إن المساواة ظلمت عند العلمانية التي يروج لها الغرب ، حيث إمتهنت كرامة المرأة وأصبحت سلعة رخيصة يتداولها الرجال بأبخس الاثمان وما أن يذهب جمالها حتى ترمى كالعلبة الفارغة لا يعبأ بها أحد ولايعطف عليها أحد ، أما المرأة في الاسلام فهي معززة مكرمة يجب على الرجل رعايتها وإسعادها وإكرامها ، وجعل الحقوق والواجبات متساوية على الرجل والمرأة . قال تعالى (( فأستجاب لهم ربّهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر او أنثى بعضكم من بعض )).
5. إن الاسلام هي الشريعة الوحيدة التي وازنت بين متطلبات الفرد والمجتمع ، بل وازنت قوى الفرد نفسه فللروح حقوق وللجسد حقوق وللنفس والعقل كذلك وكفلت حقوق الاخرين ، واذا وضع الله تبارك وتعالى حدوداً يمنع تجاوزها فذلك لمصلحة الانسان نفسه الجهول الذي كثيرا ما تختلط عليه الامور فلا يميز بين ما يضره وما ينفعه .
عبد الزهراء الناصري