ننقل في هذا المنشور واحدة من المواقف الشجاعة المبدئية المعلنة لسماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله في خطاب رداً على ما تم تناقله من تصريحات لمسؤول الإدارة المدنية لقوات الاحتلال ( بول بريمر ) يقول فيها انه سيستعمل حق النقض ضد إقرار الإسلام كمصدر أساسي للتشريع في الدستور العراقي المؤقت أو الدائمي..
وتاريخ خطاب المرجعية كان ( ٢٠٠٤/٢/٢٢) ننقل باختصار وتصرف بعض المضامين :
1. انه من أعطاه حق النقض.. هذا التدخل السافر في خصوصيات أهل البلد التي يقررونها كما هو شأن كل الشعوب والأمم .
2. ان مثل هذه الكلمات تكشف عن نواياهم الحقيقية من حربهم على العراق واحتلاله وتزيّف ادعاءاتهم بانهم جاؤوا للتحرير .. وهذا يعني ان احد اهدافهم هو تغيير ثقافة هذا الشعب وطريقة حياته ونمط سلوكه وشكل النظام الذي يحكمه وهذا ما يأباه الشعب العراقي الأبي الغيور الملتزم
3. ان من حق كل شعب ان يثبت في دستوره معالم حضارته وثقافته وتاريخه وتوجهاته في الحاضر والمستقبل …. والإسلام هو منبع ثقافة هذه الأمة وأساس حضارتها .. فلماذا تمنع هذه الأمة دون غيرها من الأمم من ممارسة هذا الحق المشروع ؟
4. ان هذه الشريعة الإلهية ( الإسلام ) هي نظام حضاري للحياة وفيه مقومات التجدد والإبداع والتكيف ومواكبة المستجدات والانسجام مع تطورات الحياة ونموها وهو يلتقي مع المباديء الإنسانية التي يتفق جميع البشر على أحقيتها بل إليه ترجع ومنه تصدر ….
5. فهو – الإسلام – يحترم حرية المعتقد ( لا اكراه في الدين ) ولا يطلب من الآخرين الّا الاستماع اليه ثم هم احرار في الاقتناع من عدمه …
6. وهو – الإسلام – منفتح على الحوار مع الآخرين (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )).
7. ويقيم الحق (( وزنوا بالقسطاس المستقيم
8. ويدعو إلى المساواة (( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ))
9. ويحكم بالعدل والإنصاف (( ان الله يأمر بالعدل والإحسان ))
10. ويرفض الظلم (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم)) وغيرها كثير ، فماذا يريدون افضل من هذه المباديء لتسود النظام الإنساني ؟
11. لم نسمع ولم نقرأ حينها خطابا معلناً من غير سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي يعبر عن تطلعات الشعب العراقي المسلم ويدافع عن حقوقه بهذه الشجاعة والصراحة ، ويضمّن خطابه الشريف الإشارة بشكل مختصر وميّسر لأهم مباديء الإسلام الحنيف التي تهفو لها وتتلهف لاعتناقها الإنسانية المعذبة المظلومة وتتعطش لتطبيقها في حياتها العملية .
ولمزيد من التفاصيل يُراجع الخطاب في الجزء الثالث من موسوعة خطاب المرحلة .
عبد الزهراء الناصري
٢٠٢٥/٣/١٠