بسمه تعالى
سماحة الشيخ اليعقوبي مصداق المرجع الذي لا تهجم عليه اللوابس .
-الحلقة الثالثة-
———————————————-
دائماً ما يجمع سماحة المرجع في خطاباته وتوجيهاته بين المتطلبات و المؤهلات العلمية والفكرية ومقومات الاستقامة العملية التي تقتضيها وظيفة اجتماعية عامة ، ومن ذلك اشارته في خطاب مستقل عام (٢٠٠٠) الى مقومات شخصية الخطباء وطلبة العلوم الدينية …
فيجب ان تشتمل مقومات الخطيب وطلبة العلوم الدينية :
1. استحضار الهدف وعدم الغفلة عنه وهو رضا الله تعالى ونشر الشريعة وهداية المجتمع واصلاحه
2. التزود بالعلوم والمعارف الاسلامية اضافة الى العلوم الاخرى كالفلسفة والعقائد والتاريخ والتفسير وعلوم القران ، ويكتمل الحال باضافة الثقافة العامة من العلوم العصرية
3. اقل مايشترط في الخطيب اكمال دورة فقهية باتقان ومعرفة بالقواعد المبتنية عليها ليستطيع التمييز بين فروع المسائل وتطبيق بعضها على بعض ويتطلب ذلك اكمال دورة اصولية كالحلقة الثانية او اصول المظفر .
4. تهذيب النفس والسعي الى تكميلها ، ويكون ذلك قبل التصدي لاية مسؤولية اجتماعية ، لان المنصب والجاه والامتيازات التي يتمتع بها علماء الدين من اقوى فخوخ الشيطان واصعب شراكه ….
5. والفات النظر الى ان اهم شرط بيّنه المعصوم عليه السلام في العالم الواجب اتباعه انه مطيع لامر مولاه وصائن نفسه عن الهوى ، وكلما تعاظمت مسؤولية الشخص وجب ان تكون درجة تكامله بمقدارها .
6. تضمن الخطاب اشارة دقيقة واعية الى الترابط بين صلاح العلماء وصلاح المجتمع والعكس ، وان فساد العلماء علة لفساد المجتمع ، وفساد الامراء معلول لفساد المجتمع ، فيكون فساد العلماء متقدما برتبتين على فساد الامراء وكذا صلاحهم طبعا .
7. وهنا نسأل اذا تخلى العالم عن وظيفته الاجتماعية في الرقابة والارشاد والضغط لاصلاح سلوك السلاطين فهل سيتحقق صلاح الامراء ومن ثم صلاح المجتمع !؟
واذا انزوى عن تحمل مسؤوليته ووظيفته الشرعية تجاه المجتمع وترتب على ذلك ملأ الفراغ من قبل الفاسدين والفاشلين والانانيين الظالمين فهل يُعفى من مسؤولية انتشار المظالم وضياع حقوق الناس وتبدّل حال المجتمع من الصلاح الى الفساد !؟
8. والمقوم المهم الاخر الوعي الاجتماعي لما يجري حوله والبصيرة فيما يدور في المجتمع من مشاكل وفتن وشبهات وتبلبل افكار ، وان يكون عارفا باسلوب مواجهتها وتحصين الامة من الوقوع فيها
9. ويشير الخطاب الى مائز منهجي بين اسلوبين في الحوزة .. فيوجب المبادرة والتحرك من قبل العلماء وطلبة العلوم الدينية ولا ينتظر ان يتحرك المجتمع اليه ويقصده .. وهذا ما تطابق عليه منهج الصدرين العظيمين وسيرتهما مع منهج وسيرة سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي .
10. ويحذر سماحة المرجع اذا لم يعطِ العلماء وطلبة العلوم الدينية المجتمع كل ما عندهم ويتفانون في خدمتهم بينما اعطى المجتمع العلماء كل ماعنده من الجاه والتقديس والتفاني في الخدمة ، فانه قد يتحقق مصداق المطففين !
11. يدعو الخطاب الى الاهتمام بالقران الكريم وتضمن مناهج ودروس الحوزة علومه المتعددة ، والسعي في صيانة وحدة الحوزة والمجتمع .. ويحدد اسس صيانة هذه الوحدة بامرين احدهما احترام كل طرف وجهة نظر الاخر مادام مقتنعا بها بالحجة المعتبرة ، والتركيز على نقاط الالتقاء وهي كثيرة .
12. جعل المنبر تحت اشراف المرجعية الدينية والحوزة الشريفة فانه اوسع ابواب الاتصال بالمجتمع وأشدها تأثيرا في النفوس ، وقد فقدت المرجعية هذه القناة المهمة حين تخلّت عنه وتركته بيد متطفلين ،
13. اصلاح الخطابة النسائية وحثّ المرأة على التوجه للدراسات الدينية .. وقد اتسعت هذه المدارس وانتشرت في ربوع البلاد ببركة مشاريع المرجعية الرسالية
14. وقد تضمن الخطاب تفاصيل مهمة اخرى تتعلق بالموضوع يمكن مراجعتها في الجزء الاول من موسوعة خطاب المرحلة.
15. افتقدت الحوزة العلمية في التحف الاشرف في ذلك الوقت العصيب الذي تلى شهادة المرجع السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سرّه الا من خطابات سماحة المرجع وبهذه الشمولية والتفصيل، ومن يتحمل مسؤولية توعية الامة ومؤسساتها الدينية والتبليغية ويمدّها ببرامج عمل دقيقة الخطوات وشمولية الاساليب فانه هو الاولى بالاتباع والتمكين لقيادة المجتمع والحوزة الشريفة .