قَرَنَ النبي الأعظم- ص- حادثة الغدير الشريفة بجملة قرائن (سيميائية) من طبيعتها أن تبقي هذا الحدث الفريد، مترسخاً في ذاكرة الحاضرين، ومن شأنها أن تضمن نقله للأجيال مهما حاول الظالمون محو أثره المبارك، ومن ذلك:
١- إنَّ حادثة الغدير الشريفة، وقعت في أول وآخر حج للنبي الأكرم- ص- ، ومثل هذا، كفيل بأن يبقى في ذهن ونفس كل مؤمن رافق النبي- ص- في هذا الحج الاستثنائي.
٢- إنَّه- ص- أمر بأن يرجع المتقدم ويلحق المتأخر من القافلة الكبيرة التي كانت بمعيته- ص- (فأمر رسول الله أن يردّ من تقدّم منهم، ويحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان).
٣- إنَّه- ص- قام بالأمر في يوم صائف شديد الحر، حتى قال بعضهم (كان أحدنا يضع بعض ردائه تحت قدميه، وبعضه الآخر فوق رأسه من شدة الرمضاء).
٤- إنَّ الخطبة الشريفة كانت تحت (دوحات عظيمة) قيل فيهن (ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد …).
٥- إنَّه- ص- اختار مكاناً استثنائيّاً يمكن لأي أحد أن يسمع صوته الشريف على كثرة من كان معه؛ بفعل عوامل طبيعية اختص بها المكان تجعل الصوت فيه مختلفاً عما هو في غيره، مضافاً إلى طبيعة المنبر العالي، حتى قيل (ما بقي أحد في ذلك الموقف إلا سمعه وشاهده).
٦- إنَّه – ص- نعى نفسه المباركة وأخبر المسلمين بقرب رحيله عن الدنيا مما يعني أن ذلك كان آخر خطاب له – ص- بمثل هذه الخصوصيات، وهو أمر يضمن بقاء ذلك الخطاب في نفس كل محب للنبي – ص- .
٧- إنَّه – ص- أخذ بيد علي – ع- ورفعها عاليّاً حتى شاهدها كل من حضر، وهو أمر لم يفعله – ص- في غير ذلك الموقف بخصوصياته.
٨- أمر المسلمين بتهنئة علي – ع-
٩- اختار – ص،- مكاناً تتفرق بعده الجموع، وهو موضع يمكن أن يكون لكثير من الناس، آخر مكان وزمان يرون فيه النبي الأعظم- ص- (وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين).
١٠- إنَّ ذلك كله كان بعد أن (نودي الصلاة جامعة) في ذلك العراء وذلك الحر الشديد، ومقتضى (الاقتران الشرطي) أن تبقى تلك التفاصيل مقترنة في ذهن المصلين بتلك الصلاة، في تلك الأجواء الاستثنائية.
قال أبو فراس الحمداني- رحمه الله – :
قام النبي بها (يوم الغدير) لهم * والله يشهد والأملاك والأمم.
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تنازعها الذؤبان والرخم.
وصيروا أمرهم شورى كأنهم * لا يعرفون ولاة الحق أيهم.
تالله ما جهل الأقوام موضعها * لكنهم ستروا وجه الذي علموا.
الشيخ محمد الحميداوي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية