بقلم الشيخ: ماجد الحساني
نص الشبهة : إن لم يقبل القرآن مفهوم الخطيئة المتوارثة كما في الديانة المسيحية فما هو البديل لهذا المفهوم؟
الجواب: أولاً : تعريف الخطيئة : يقول الكتاب المقدس أن الخطية هي التعدي على قانون الله (يوحنا الأولى 4:3) والتمرد ضد الله (تثنية 7:9؛ يشوع 18:1).
بدأت الخطية بلوسيفر، “الذي كان في الغالب أجمل وأقوى الملائكة.
ولم يكن لوسيفر قانعاً بمكانته، فأراد أن يصبح مثل الله، وكان ذلك سقوطه وبداية الخطية (أشعياء 12:14-15).
وتم تغيير إسمه إلى إبليس، وقد أدخل الخطية إلى الجنس البشري في جنة عدن، حيث قام بإغواء آدم وحواء بنفس الشيء “تكونان مثل الله”.
ويصف تكوين 3 تمرد آدم وحواء ضد الله وضد وصاياه.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الخطية متوارثة عبر الأجيال البشرية حتى جيلنا هذا، فنحن كلنا أحفاد آدم، قد توارثنا الخطية منه.
تقول رسالة رومية 12:5 أنه من خلال آدم، دخلت الخطية العالم وأصبح الموت هو مصير كل إنسان “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ” (رومية 23:6).
ومن خلال آدم، دخل الميل الغريزي للخطية إلى الجنس البشري، وصار البشر خطاة بالطبيعة.
فعندما أخطأ آدم تغيرت طبيعته الداخلية بخطية التمرد، مما جلب عليه الموت الروحي والفساد وقد انتقلت تلك الطبيعة لكل من جاء من بعده. فنحن خطاؤن ليس لأننا نخطيء؛ بل نحن نخطيء لأننا خطاة.
ويعرف هذا الفساد المتوارث بالخطية الموروثة.
فكما نتوارث الصفات الجسدية من آبائنا، فنحن قد توارثنا طبيعتنا الخاطئة من آدم.
وقد رثى الملك داود طبيعة البشر الساقطة في مزمور 5:51 بقوله: “هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي”.
وقد استخدم الله مبدأ النسب لصالح الإنسان، فمن خلال ذلك المبدأ قام الله بنسب خطايا المؤمنين ليسوع المسيح، الذي قام بدفع أجرة الخطية (الموت) على الصليب. وبنسب خطايانا إلى المسيح، عامل الله المسيح كأنه الخاطيء برغم أنه كان بلا خطية، وجعله يموت بدلاً عن خطية كل من يؤمن به.
ومن المهم أن ندرك أن الخطية نسبت اليه ولكنه لم يرث الخطية مثلنا من آدم.
لقد حمل عنا عبء الخطية ولكنه لم يصبح خاطيء.
فطبيعته البارة الكاملة لم تتأثر بالخطية. لقد تحمل خطية كل من يؤمن به برغم أنه لم يرتكب أي منها.
واستبدل الله بر يسوع المسيح وأعطاه للمؤمنين وجعل المسيح يتحمل عنا آثامنا (كورنثوس الثانية 21:5).
ثانيا : الخطيئة في الإسلام: مفهوم الخطيئة الموروثة (أو الخطيئة الأصلية) لا وجود له في الإسلام.
وفقا للإسلام فقد أخطأ آدم و حواء، ولكن طلبا التوبة وبالتالي فقد غفر لهما من قبل الله سبحانه.
اقتباسات من القرآن الكريم : ١- قال تعالى :(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ. فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.)
٢- قال تعالى :(فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ). القرآن يقول كذلك عن المسؤولية الفردية: قال تعالى :(أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ. وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى).
[أقول] : البديل لمفهوم الخطيئة هو العمل الصالح فالباري سبحانه لما أستعمرنا في هذه الحياة الدنيا اراد منا العمل الصالح ، ولايتحمل الانسان عمل الاخرين كما أنهم لايتحملون عمله وفي هذا القانون العدالة المطلقة ورفض للظلم والتعدي والجور .