سماه النبي (ص) بالحسن، وورد في بعض الروايات أن هذه التسمية كانت من قبل الله تعالى، كما أن اسمي الحسن والحسين يعادلان اسمي شَبَّر وشَبير (أو شَبّير) اسمي ابني النبي هارون(ع)، ولم تسبق هذه التسمية عند العرب قبل الإسلام.
كانت كنيته على ما ورد في معظم المصادر أبا محمد، وذكرت له المصادر عدة ألقاب منها المجتبى والسيد والزكي، وله ألقاب أخرى مشتركة مع أخيه الحسين (ع) كريحانة نبي الله وسيد شباب أهل الجنة، والسبط، وفي رواية عن النبي (ص) أنَّه قال: الحسن سبط من الأسباط، ويراد به الإمام والنقيب الذي من نسل الأنبياء والذي اصطفاه الله.
الإمامة
تولى الإمام الحسن (ع) الإمامة في 21 من شهر رمضان سنة 40 هـ بعد استشهاد أبيه الإمام علي (ع)، وبقي في منصبه عشر سنين، وذكر الشيخ الكليني (ت: 329 هـ) في الكافي الروايات التي تنص على إمامة الحسن بن علي، وورد في إحدى الروايات أنَّ الإمام علي (ع) جمع أولاده وكبار شيعته قبل استشهاده، ودفع للإمام الحسن الكتاب والسلاح مصرحا إلى أنَّ ذلك كان وصية من النبي (ص)، وورد في خبر آخر أنَّ الإمام علي (ع) حينما توجه إلى الكوفة أودع بعض ودائع الإمامة عند أم سلمة، وعندما رجع الإمام الحسن من الكوفة دفعتها إليه، وذكر الشيخ المفيد (ت: 413 هـ) في كتاب الإرشاد أن الحسن وصيّ أبيه على أولاده وأصحابه، وقد استدل على إمامة الحسن بن علي (ع) أيضاً بحديث النبي (ص): “ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا”،
أقام الإمام الحسن (ع) في الكوفة الشهور الأولى من فترة إمامته، وكان المتولي لمنصب الخلافة، وبعد أن سلّم الحكم لمعاوية بعد إبرام الصلح انتقل إلى المدينة، وبقي فيها حتى آخر عمره
مرحلة الطفولة والشباب:
ولد الإمام الحسن في المدينة، وكانت ولادته على أشهر الروايات في اليوم 15 رمضان سنة 3 هـ، وأخبار أخرى ذكرت بأن ولادته كانت في السنة الثانية للهجرة، وأول ما ولد الإمام الحسن(ع) أحضر إلى النبي، فـأذّن في أذنه، وذكرت المصادر أنَّ في اليوم السابع من ولادته عق النبي(ص) عنه، وورد أن الإمام علي (ع) أراد أن يسميه حمزة أو حربا قبل أن يسميه النبي (ص) بحسنا، وعندما سأله النبي (ص) عن اسمه قال: ما كنت أسبق في تسميته النبي (ص). وذكر الباحثون دلائل في الرد على هذه الأخبار.
مرحلة الطفولة:
ليست هناك معلومات وافية عن فترة طفولة الإمام الحسن (ع) ونشأته إلا أنه قضى ثمان سنين من عمره مع النبي (ص)، وعلیه يعتبر الحسن في الطبقات الأخيرة من طبقات الصحابة، والأخبار الواردة عند الشيعة والسنة تؤكد أنَّ النبي (ص) كان يحبه وأخاه الحسين (ع) كثيرا.
ومن أهم أحداث هذه الفترة حضوره مع أبيه وأمه وأخيه في قضية مباهلة النبي (ص) لنصارى نجران، وكان هو وأخوه مصداق كلمة ﴿أبناءنا﴾ في آية المباهلة، وذكر السيد جعفر مرتضى العاملي أنَّ الإمام الحسن كان حاضرا في بيعة الرضوان» وقد بايع النبي (ص) فيها، كما أن بعض آيات القرآن نزلت في حقه وفي حق سائر أصحاب الكساء، وقد ورد أنه عندما كان في السابعة من عمره كان يجلس عند النبي (ص)، ويسمع من جده ما يُوحى إليه، ثم يحدث أمه بما سمع.
وذكر سليم بن قيس (المتوفى أواخر القرن الأول الهجري) أنه عندما بويع لأبي بكر بالخلافة بعد وفاة النبي (ص) طاف الحسن مع أبيه وأمه وأخيه ليلا على بيوت الأنصار؛ لأخذ البيعة للإمام علي (ع)، وقد ورد أنه أعلن عن مخالفته لأبي بكر عندما رآه جالساً على منبر النبي (ص).
مرحلة الشباب:
الأخبار الواردة عن هذه الفترة من حياة الإمام الحسن (ع) محدودة، ومنها ما ورد في كتاب الإمامة والسياسة من أنَّ الحسن بن علي حضر في الشورى السداسية لتعيين الخلافة، وذلك بأمر عمر بن الخطاب، لكن كان حضوره كشاهد على الشورى، ولم يكن له أي دور في اختيار الخليفة.
وورد في بعض كتب أهل السنة أن الحسنين شاركا في فتح إفريقية سنة 26 هـ، كما أنهما شاركا في فتح طبرستان سنة 29 أو 30 للهجرة، وهناك من الباحثين والمحققين من ذهب إلى أنه لا صحة لمثل هذه الأخبار، وأنها موضوعة وضعيفة السند بالإضافة إلى أنَّ التاريخ نقل أنَّ أئمة أهل البيت كانوا يخالفون الفتوحات، ويشهد على ذلك عدم إذن الإمام علي (ع) للحسنين للدخول في ميدان القتال في معركة صفين قائلاً في جواب محمد ابن الحنفیّة: يا بنيّ أنت إبني وهذان إبنا رسول الله(ص) أفلا أصونهما عن القتل؟
ومن جملة الأخبار المتعلقة بهذه الفترة أنه عندما كان الناس يشتكون من عثمان عند الإمام علي (ع) وجّه الإمامُ ابنه الحسن (ع) لينقل شكوى الناس إلى عثمان، وورد في المصادر أن في أواخر حكم عثمان عندما قام الناس عليه، وحاصروا بيته، وقطعوا الماء عليه كان الحسن بن علي (ع) يجلب الماء إلى بيت عثمان في تلك الأحداث.
الزوجات والأولاد:
هناك خلاف كثير وقع في عدد زوجات وأولاد الحسن بن علي (ع)، ورغم أن المصادر والكتب تتحدث عن 18 زوجة للإمام الحسن على أكثر التقادير، لكن بعض المصادر ذكرت أنَّ له من الزوجات 250 و200، و90،[48] و70 زوجة.
وتشير بعض المصادر إلى أن الإمام الحسن كان مطلاقا، كما ذكر أيضا أنه كان يملك جواري، وله أولاد من بعضها.
وكانت قضية المطلاق للإمام الحسن (ع) محل نقاش من الناحية التاريخية، والسندية والدلالية (أي المفهومية) في الكتب القديمة والمعاصرة، فيقول مادلنج أنَّ أول من أشاع أنَّ للحسن (ع) 90 زوجة هو محمد بن الكلبي، وقد فنّد المدائني (المتوفى:225 هـ) هذا القول، واعتبره موضوعا ومزيفاً، في حين أنَّ الكلبي لم يذكر للإمام إلا 11 زوجة عند ذكر أسماء زوجاته، وزواجه (ع) مع خمسة منهن مشبوه، وعدّ القرشي مثل هذه الأخبار مما وضعها بنو العباس، وذلك لمواجهة السادة الحسنية وثوراتهم.
كما وقع خلاف في عدد أولاد الإمام الحسن (ع)، وذكر الشيخ المفيد 15 ولدا له، وعدّ الطبرسي له 16 ولدا، وأضاف إليهم أبا بكر بن الحسن، والذي استشهد في واقعة الطف.