الإسم: علي بن موسى عليه السلام.
أمه: تكتم أو الطاهرة، تكنى بـ”أم البنين”.
ولادته: ولد في المدينة المنورة يوم الخميس11 ذي القعدة سنة148هـ.
كنيته وألقابه: أبو الحسن، الرضا، الصابر، الرضيّ، الوفيّ، الصادق، الفاضل.
زوجاته: سبيكة ـ من أهل بيت مارية زوجة النبي صلى الله عليه وآله ـ أم حبيبة بنت المأمون العباسيّ.
ولده: الإمام محمد الجواد عليه السلام.
آثاره: طب الرضا عليه السلام، عيون أخبار الرضا عليه السلام، فقه الرضا عليه السلام، صحيفة الرضا عليه السلام، مسند الإمام الرضا عليه السلام، الرسالة الذهبيّة، علل الشرائع.
ولاية عهده: بويع له بولاية العهد في 5 شهر رمضان سنة 201هـ.
السكّة الرضويّة: بعد البيعة للإمام عليه السلام بولاية العهد، ضربت باسمه الدنانير والدراهم.
ملوك عصره: هارون الرشيد، الأمين، المأمون.
شهادته: استشهد يوم الثلاثاء 17 صفر. وفي رواية أخرى في آخر صفر سنة 203هـ ، متأثراً بسمّ المأمون في خراسان “مشهد”.
مدة إمامته: عشرون سنة.
عمره: خمس وخمسون سنة.
قبره: في خراسان “مدينة مشهد” مشهور ومعروف.
أصحابه: الشاعر دعبل بن علي البخزاعي، الحسن بن علي بن زياد الوشاء البجلي الكوفي، الحسن بن علي بن فضال.
مقام الإمام عند الحكّام: كان الإمام الرضا عليه السلام يشكل مصدر رعب للحكام في زمنه، ولقد عاصره حاكم ظالم مستبد، صاحب سياسة وحيلة وحنكة حتى فاق أقرانه، بل فاق جميع خلفاء بني العباس. وحياة الإمام الرضا عليه السلام، كانت مليئة بالحيوية والتوسع في القواعد الشعبيّة، والتي بلغت في عصره أقصى مراحلها.
إستعدادات المأمون: ومن جهة أخرى فلا يشكّ أحد من المؤرخين في كون المأمون أجدر من أخيه الأمين، وأقوى على الإمساك بمقاليد الحكم؛ إلا أنّ العباسيين لا يرضون عن الأمين بديلاً، وذلك لعدة أسباب:
أولاً: الأمين عباسيّ الأبوين.
ثانياً: والدته زبيدة.
ثالثاً: إذا وصل إلى الحكم؛ كان الحكم من بعده لعباسي آخر. بخلاف المأمون؛ فإنّ هذه الامتيازات بعيدة عنه، بل هناك ما يمنعه من الوصول: إنّ أمه جارية من خراسان اسمها مراجل، وقد ماتت حين ولادته، ولهذا نشأ يتيماً، وقد كانت أمه أقبح وأقذر جارية في مطبخ الرشيد، وهذا ما يدفعنا للتصديق بقصة زواجه منها.
فخلاصة القول: إنّ موقف الأمين هو الأقوى. ولا بدّ للمأمون إذا ما فكر بالحكم أن يرفع جميع هذه الموانع، التي تقف أمام وصوله، ومن هذه الموانع: على من يعتمد؟ على أبيه أم أخيه! لكن ومن خلال نظرة شاملة على الفئات الموجودة في تلك الفترة، يظهر لنا أنّه لم يبق أمام المأمون غير العلويين، العرب والإيرانيين.
علاج سياسي: ولكي يستوعب نقمة العلويين، لا بدّ وان يخطو خطوة مفاجئة وسريعة؛ تساعده على التخلّص من المشكلة المفروضة عليه.
لابدّ من التحرك سريعاً، شرط أن لا يزيد الفتق اتساعاً والطين بلّة. وأن يستعمل كل ما لديه من حنكة ودهاء، في سبيل إنقاذ نفسه أولاً، ونظام حكمه ثانياً، وخلافة العباسيين ثالثاً. وهو يدرك تماماً أنّ إنقاذ الموقف يتوقف على:
1ـ إخماد ثورات العلويين، الذين كانوا يتمتعون بالاحترام والتقدير. ولهم نفوذ واسع في جميع الفئات والطبقات.
2ـ أن يحصل من العلويين على اعتراف بشرعيّة خلافة العباسيين، فيكون قد أفقدهم سلاحاً قوياً، ولن يقر له قرار إلا إذا فقدوه.
3ـ إستئصال العطف والاحترام الذي كانوا يتمتعون به، والعمل على تشويه صورتهم أمام الرأي العام.
4ـ إكتساب ثقة العرب.
5ـ إستمرار تأييد الإيرانيين.
6ـ إرضاء العباسيين، وجماعتهم من أعداء العلويين.
7ـ تعزيز ثقة الناس بشخص المأمون. حتى يتسنى أن يأمن شر تلك الشخصية الفذة وهي الإمام الرضا، ويمهد الطريق للتخلص منه.
خطط المأمون الخبيثة: ولأسباب عديدة قويت فكرة البيعة عند المأمون نذكر منها:
1ـ إبقاء الإمام عليه السلام قريباً منه ليتمكن من عزله عن الحياة الاجتماعيّة، وإبعاده عن الناس.
2ـ استغلال عاطفة الناس بعد نقمة بني العباس عليه.
3ـ التخلّص من كابوس ثورات العلويين.
4ـ الإمضاء من العلويين بشرعيّة حكومة بني العباس السابقة واللاحقة.
5ـ الاعتراف ضمنيّ بشرعيّة أعماله.
مقابل الخطط وعي الإمام عليه السلام السياسيّ: ومقابل خطط المأمون الخبيثة قام الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، بخطط تقابلها، لضرب أهدافه ومساعيه، ولكن بأساليب ذكية ونتيجتها حتميّة، وذلك من خلال مواقف:
أولاً: رفض الإمام عليه السلام لدعوة المأمون، وهو في المدينة، وعدم قبوله إلا بعد أن علم أنّه لا يكف عنه.
ثانياً: عدم اصطحاب الرضا عليه السلام لأحد من أهل بيته إلى مرو.
ثالثاً: موقفه المشهور في نيشابور.
رابعاً: إعلان رفضه الشديد لولاية العهد.
خامساً: التعبير دائماً بأنّ المأمون لم يجعل له إلا ما هو حق له.
سادساً: ما كتبه الإمام على وثيقة العهد من شروط على المأمون لقبول ولاية العهد وهي: أن لا يولّي أحداً، ولا يعزل أحداً، ولا ينقض رسماً، ولا يغيّر شيئاً مما هو قائم، ويكون في الأمر مشيراً من بعيد.
سابعاً: موقفه عليه السلام في صلاة العيد.
فكان المأمون يظهر الرضا من الإمام الرضا عليه السلام، ولكن في قرارة نفسه يعلم حق المعرفة، أنّ الخطط التي نسجها باءت بالفشل، ولم يتبق له شيء.
إذن لا بدّ من حل آخر؛ وهو الانتقال إلى الخطة الثانية وهي القتل.
ما منا إلا مقتول أو شهيد: روي بسند معتبر أنّ رجلاً من أهل خراسان قال لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغُيّب في ثراكم نجمي.
فقال الرضا عليه السلام: أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم.
ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك من حقي وطاعتي؛ فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه يوم القيامة نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه عليه السلام، أنّ رسول الله قال: من رآني في منامه فقد رآني، لأنّ الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا صورة واحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوّة.
الغدر أسلوب السفلة من الحكام: وروي عن علي بن الحسين الكاتب: أنّ الرضا حُمَّ فعزم على الفصد، وكان المأمون قد سبق وأوصى أحد غلمانه بأن يطيل أظفاره، ولم يطلع على هذا أحداً. فلمّا عرف أنّ الإمام عازم على الفصد، أخرج سماً يشبه التمر الهندي، فأعطاه إلى غلامه وقال له: فتّ هذا بيدك ففته ثمّ قال له: كن معي ولا تغسل يدك، وركب الرضا وجلس حتى فصد بين يديه، وقال المأمون لغلامه: هات من ذلك الرمان، وكان الرمان في شجرة في بستان الإمام الرضا عليه السلام، فقطف منه وقال فتّه ففته، وفتّ منه في جام؛ ثمّ قال للرضا عليه السلام: مصّ منه شيئاً، فقال: حتى يخرج الأمير، قال: لا، والله إلا بحضرتي، فمصّ منه ملاعق، وخرج المأمون.
قال الراوي: فما صليت العصر حتى قام الرضا عليه السلام خمسين مجلساً تساقطت أمعاؤه من هذا السم القاتل.