المولد:
ولد محمد بن حسين بن عبدالصمد الحارثي، المعروف بالشيخ البهائي سنة 953 هجري فى مدينة بعلبك بلبنان.
النسب:
ينتسب الشيخ إلى الحارث الهمدانى، الصحابى الجليل لأمير المؤمنين علي عليه السلام حيث صمد فى وجه الأعداء في حربى الجمل وصفين إلى آخر لحظة.
ترجمة حياته:
لقد سافر الشيخ البهائي إلى إيران بصحبة والده الذى كان من العلماء البارزين فى عالم التشيع وكانت له منزلة ممتازة ومقام منيع لدى السلاطين فى إيران. لقد درس الشيخ المراحل الابتدائية فى الوطن وحين دخوله اصفهان بذل مل جهده لتحصيل المعارف والعلوم وقد حظي بعد مدة مقبوليه عامة لدى الجماهير كما قوبل باحترام وتبجيل بالغين لدى الشاه عباس الصفوى.
لقد احتل الشيخ البهائي منصب شيخ الإسلام للدولة الصفوية عقب الشيخ على الأفشار وقد استفاد وانتقع من الامكانيات والمواهب للدولة الصفوية فى خدمة التشيع.
لقد عزم الشيخ القصد لسفر طويل وكان أحد الدوافع لذلك حبه ورغبته للسياحة والمشاهده واقنناء التجارب والعلوم والمستحدثات والدافع الآخر للسفر كان حسد الآخرين لموقعه الممتاز ومما كان يحظى من مقام ومنزلة رفيعين مدى السلاطين حيث لم يكن يطيقه الآخرين فكان يعتزلهم تارة ويقوم باسفار تارة اخري لنفس الغرض وقد أشار في بعض كتبه بذلك.
الأسفار:
لقد قضى الشيخ البهائي 30 سنة من حياته فى السفر تقريبا” حيث سافر الى المدن والأقطار المختلفة منها:
1- فىي أول سفر له، سافر من بعلبك لأصفهان وأمضي هناك حتي بلغ المدارج العلميه العليا فيها.
2- لأسباب أشرنا إليها سابقا” سافر من أصفهان إلى الأعتاب المقدسه فى العراق والحجاز وزار المراقد المقدسة فيها، ثم حج بيت الله الحرام.
3- لقد سافر إلى مدينة مشهد المقدسه بصحبة شاه عباس الكبير حيث قطعا” تلك المسافة مشيا” على الأقدام.
4- وقد سافر إلى مصر أيضا” حيث ألف كتابه المشهور بـ “الكشكول”.
5- وقرر السفر إلى الروم والشام وبيت المقدس بعد عودته من مصر
6- ومن الشام توجه إلى حلب وفي آخر أيام حياته عاد إلى أصفهان وأقام فيها عددا” من السنين.
وللأسف أننا لم نحصل على ذكريات أسفاره الطويلة التى استغرقت 30 عاما” الا مذكرات قليله على بعض الصفحات ولو أن الشيخ كان يدون سفرياته كاملة لكانت تعد أحد الآثار القيمة والمفيده جدا” والمنقطعة النظير.
وكان الشيخ يتحول فى أسفاره متنكرا” بأزياء السياح والملابس الإعتيادية ولايتعرف عليه أحد.
كما ينقل عدد من كبار الشخصيات فى حلب والشام حيث رأوه فى زي السياح وعند ما كان الشيخ يشترك فى بعض المجالس ويتفوه بكلمات تظهر فورا” منزلته العلمية وفور ما تعرف عليه الأفاضل والعلماء كان يغادر المحل كي لايعرفه عامة الناس.
الأهليه والجدارة:
كان احدي ميزات الشيخ المامه بالعلوم والفنون المختلفة والعديدة وله مؤلفات فى مجالات عدة.
إضافة إلى جامعيته في العلوم والفنون والآداب كان للشيخ جامعية في الشخصية حيث كانت تفوق جامعيته فى العلوم وغيرها وكان اهل السنة يعتبرونه سنيا” والصوفية يعدونه من اكابر هم.
أساتذته ومشايخة:
لم يرد معلومات عن أساتذته والمشهور أنه تتلمذ على والده الحسين بن عبدالصمد وقد نال منه اجازة روائية ايضا”.
تلامذته:
للشيخ تلامذة كبار وشخصيات مشهورة حيث يلاحظ بينهم أجلة العلماء والفضلاء منهم:
1- الملا محسن الفيض الكاشاني
2- المولى محمد صالح المازندراني
3- المرحوم الشيخ محمد تقي المجلسي المعروف بالمجلسي الأول
4- السيد حسن بن السيد حيدر الكركي و …
تأليفاته:
بالرغم من سفراته الطويلة والمناصب التنفيذية العليا التي الشيخ لترويج المدرسة الشيعية وإضافة إلى الأعمال العمرانية والمباني الضخمة التذكارية التى شيدها فى كبريات المدن من بينها مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فى النجف الاشرف، ألاوهى التأليف والتصنيف حيث ألف وصنف فى العلوم المختلفه المتنوعه مالايقل عن 60 كتابا”.
ومن بين مؤلفاته:
1- مفتاح الفلاح فى عمل اليوم والليلة.
2- العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد.
3- شرح الاربعين حديثا” وهذا الشرح يعتبره اصحاب الراي والباحثون بأنه افضل واجل الكتب التي دونت في عداد الأربعينيات للأحاديث الشريفة.
4- مشرق الشمسين في تفسير آيات الآحكام.
5- حدائق المقربين في شرح الصحيفة السجادية
6- الجامع العباسي، يتناول المباحث الفقهية حتي نهاية مبحث الحج
7- الأثني عشريات الخمس، كتاب فقهي يبدأ بمبحث الطهارة وينتهي بمبحث الحج ولكل منه اثني عشر بابا ولكل باب اثني عشر فصلا” وفي كل فصل اثني عشر موضوعا” وهلم جرا.
8- الفوائد الصمدية في النحو.
9- بحر الحساب وهو كتاب يتناول علم الحساب بالتفصيل
10- خلاصة الحساب، وتلخيص بحر الحساب وهو اكبر مؤلف في علم الحساب القديم حيث شرح مرات عديده وكتبوا عليها الهوامش وقد ترجم الى الفارسية والألمانية.
11- الكشكول (جراب المتسول) وهو اول تسمية بهذا اللفظ من الشيخ وقد اختاروا بعده هذه الكلمة لكثير من الكتب.
12- ديوان للشعرالعربي والفارسي
كان للشيخ موهبة ممتازه لأنشاد الشعر العربي والفارسي ونظرة عابرة في انشاداته يؤيد هذا الإدعاء.
إن العلماء الربانيين لن يموتوا بإنقضاء حياتهم وانما هم خالدون فى الأذهان والقلوب إلى الأبد وإن بركاتهم وخير أتهم لاتقتصر على مدي حياتهم بل هم أحياء عبر مؤلفاتهم وتلامذتهم والأعمال الزكية الصالحه المتبقية منهم، وأنهم الينابيع الفياضة الإلهية للبشر دوما”.
والشيخ البهائي من أولئك الأفذاذ الفطاحل و قد ربي تلامذته كبار في سبيل الله وفى سبيل إعلاء كلمته، وترك بعده آثارا” قيمة لن تبلي على مر الدهور..