إنّ أمّ المؤمنين السيدة خديجة الكبرى(ع) قد خصّها الله جل جلاله بمزايا طيّبة وخصال حميدة لم تحظ أيّ امرأة من نساء العالم بمثل ما حظيت به أبداً دون جدل أو نقاش.
للسيدة خديجة (ع) مكانةٌ ومنزلةٌ عظيمة حيث ورد أنّه “نزل جبرائيل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يسأله عن خديجة(ع)، فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنَّ ربّها يُقرئها السلام”.. وورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لابنته فاطمة(ع) يواسيها برحيل أمّها: “إنّ جبرائيل (ع) عهد إليّ أنّ بيت أمّك خديجة في الجنّة بين بيت مريم بنت عمران وبيت آسيا امرأة فرعون من لؤلؤ جوفاء، لا صخب فيه ولا نصب“.
إنّ أمّ المؤمنين السيدة خديجة الكبرى (ع) قد خصّها الله جل جلاله بمزايا طيّبة وخصال حميدة لم تحظ أيّ امرأة من نساء العالم بمثل ما حظيت به أبداً دون جدل أو نقاش، فالخالق جل شأنه جعلها أوّل زوجة لسيد الأنام محمدصلى الله عليه وآله، تبادله المحبّة التامّة المنبثقة من أعماق القلب، مقرونة بالعقيدة الصادقة التي لا يعتريها شكّ ولا نفاق، ولا يشوبها كفر أو شرك ولا شقاق منذ أن بُعِثَ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله برسالته الخالدة، وأسلمت وجهها لله سبحانه محسنةً ومؤمنةً به وحده لا شريك له، فلم تكن تعبد الأصنام المنتشرة في مكّة وبعض مدن الجزيرة والسائدة عند قريش، فكانت متحدّيةً لعقائدهم، وساخطةً على ما كانوا يعبدون.
ولقد كانت السيدة خديجة (ع) مؤمنة راسخة الإيمان، ثابتة الجنان، مستعدّة لقبول الإيمان، ورُوي أنّها آمنت بالنبيّ صلى الله عليه وآله في عصر اليوم الذي بعث فيه وصلّت معه، وروي أنّ النبيّ بعث يوم الاثنين فآمن به علي(ع) في نفس ذلك اليوم، وأظهرت خديجة الإيمان يوم الثلاثاء.
إنّ من مفاخر خديجة(ع) ومناقبها المخفيّة على أغلب الخواصّ والعوام قبولها ولاية أمير المؤمنين وإمامة أولاده الأمجاد المعصومين عليهم السلام، مع أنّها لم تكن يومها مكلّفة بقبول الولاية، بمعنى أنّ هذا التكليف لم يكن فرضاً واجباً إلّا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، وذلك أنّها سمعت -بأذنها- بإمامة الأئمّة الطاهرين من أبنائها المعصومين يوم ولادة فاطمة الزهراء(ع) حينما ذكرتهم واحداً بعد واحد، فعرفت بذلك مقام أمير المؤمنين (ع) ومنزلته، وكانت تسعى جاهدة من أجل تنفيذ ما سمعت وإنجازه وإنجاحه، وكانت السيدة خديجة محلّ افتخارٍ للأئمّة عليهم السلام في انتسابهم إليها. ففي كربلاء وقف الإمام الحسين(ع)يخاطب القوم: “هل تعلمون أنَّ جدّتي خديجة بنت خويلد أوَّلُ نساء هذه الأمّة إسلاماً؟“.
وفي العاشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة قبل الهجرة رحلت أمُّ المؤمنين خديجة الكبرى(ع) الى دار الآخرة ملبّيةً نداء ربّها, هذا على القول بأنّها رحلت بعد رحيل أبي طالب(ع)بخمسة وأربعين يوماً.
وفي رحيلها أقوال: أنّها رحلت في 23 رجب، أو 27 منه، أو في 29 منه، أو في أوّل شهر رمضان، أو 12 منه. وقيل كانت رحلتها بعد أبي طالب(ع)بثلاثة أيّام. وقيل بعده بسبعة أيام، وقيل بعده بشهر، وقيل بعده بخمسة وثلاثين يوماً, وقيل بعده بخمسة وأربعين يوماً, وقيل خمسين يوماً, وقيل بسنة.