لاشك أن الأمة منذ رحيل النبي الأعظم قد دخلت بينها الخلافات الفقهية والعقائدية وكل عصبة قد رأت أنها على المحجة البيضاء واستمرت الخلافات وازدادت كلما تباعد الزمن عن عصر النبوة المباركة خاصة عندما بدأت الصراعات السياسية وحكم الأمة من الناس يراعوا وصية النبي في مواطن كثيرة من أن الأمر بعده في أئمة الهداة مهديين كي تستمر دعوة النبي على وجهها الصحيح الذي أراده النبي الأعظم بوصلة تصل المسلمين إلى مرضاته ومرضاة رب العالمين وهذا الخلاف وأن شدد في فترات زمنية معينة إلا أن الجميع متفقون إن كل من نطق الشهادتين مسلم حرام الدم والعرض والمال وواحدة من قواعد الوحدة هو شهر رمضان المبارك.
كيف تعامل المسلمين مع فريضة الصوم؟
كيف لنا أن نبني أجيال تتعامل على أساس الإرث العبادي؟
إلى أي قدر رسخت مبادئ الرحمة والعاطفة في نفوس أجيال الأمة إلى اليوم؟
هذا ماتطرقنا إليه في برنامج” حوار رمضان”مع السيد سلمان الموسوي، والدكتور عباس العبودي والشيخ محمد عمر الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
حيث وضح السيد الموسوي قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” صدق الله العظيم، أي على الإنسان أن يحرص على تحقيق التكافل الاجتماعي وعلى زرع بذور الأخوة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم، ويهدف الإسلام إلى زرع بذور الإنسانية، والصوم له علاقة بهذا الموضوع فهو يأتي من شتى الطرق ومن ضمنها شهر رمضان المبارك، والأغنياء من خلاله يشعرون بالفقراء عن طريق الجوع والعطش، ففيه دروس كثيرة منها الصبر.
وقال الدكتور العبودي: هنالك مشترك إنساني وعبادي وديني في قضية الصيام، وهذا المشترك الإنساني هو الغرض منه أن تعيش إنسانيتك من خلال دينك، وأن تعيش دينك من خلال إنسانيتك، أي نعيش في منظومة التوحيد التي هي مشترك ديني لكل الأديان التي بعثها الله تعالى ليجدد هذا الانسان عقد الربوبية أو العبودية، لذلك أنه رسالات الله لم تكره الانسان على عبادة الله بل أرشدته وذكرته من خلال عقده وميثاقه، ولذلك في هذا المشترك الحضاري الذي تشترك فيه كل الأديان والأنبياء هو أن يكون الإنسان خليفة الله على الأرض بقيم الله لذلك يجب أن نسعى لإحياء هذه القيم ومنها شهر رمضان.
وأضاف الشيخ عمر أن ” الإسلام هو دين العدالة والمساوة، ليحي الإنسان ويخرجه من الظلمات إلى النور، وخاصة أن الله سبحانه جعل هذه النعمة ملك لكل البشر وجعلهم خلفاء لهم وجعل له، وجعل لهم الحرية في استخراج مواد هذه الأرض لكن الإنسان الذي تسلط على أخيه الانسان هم الذين استولوا على موارد هذه المنظومة الكونية، لذلك نرى فقر وغنى فاحش، فقد جاء الإسلام والأنبياء ليعيدوا التوازن لهذه الطبيعة والسياق البشري، ونجد التشريعات الإسلامية تؤكد على دفع النفقات والزكاة على الفقراء.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: