فرع أصيل من فروع الشجرة المحمدية المباركة، الثابتة الأصل والضاربة الجذور حتى عمق الزمن الرسالي إلى أن تصل إلى أبي الأنبياء وبطل التوحيد خليل الرحمن إبراهيم (ع)، هذا في تفسير أهل البيت (ع) للشجرة المباركة في القرآن الكريم (في أبياتهم نزل الكتاب) وأهل البيت أدرى بالذي فيه.
والإمام الحسين (ع) نور وضاء مشع من الأنوار الإلهية التي وصفها الباري تعالى في سورة النور وضربهم مثلاً لنوره الأبدي والأزل.. من شعاعه النوراني تتابع الأئمة الكرام فكانوا (نوراً على نور) أي إماماً بعد إمام لتقوم الأرض بوجوده الشريف، وتستمر الحياة الدنيا ببركات أهل البيت (ع) (فلولا الحجة لساخت الأرض بأهلها)[1] كما في الحديث..
والإمام الحسين (ع) هو الصنو العزيز والأخ الحبيب للإمام الحسن الزكي (ع) فهما من أصل واحد وتربيا برعاية كريمة لجدهما الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وتحت عينيه الشريفتين حيث كان يرعاهما ويراقبهما بكل اهتمام وإعظام ويلاعبهما بكل عطف وحنان، وكأنه يقرأ في أعينهما المستقبل المشرق للرسالة والمفجع للرسول (صلى الله عليه وآله) فيضحك لحظة ويبكي لحظات.. وفي بعض الأحيان تلاحظ أمهما الزهراء (ع) ذلك من أبيها (صلى الله عليه وآله) فتسأله لماذا تبكي يا أبي؟
فيقول (صلى الله عليه وآله): لما سيحل بأبنائك يا بنيتي من قتل وظلم وتشريد، وتسأله متعجبة (ع) ممن يكون ذلك؟ وأنت جدهما..
فيقول (صلى الله عليه وآله) تفجعاً: تقتلهم هذه الأمة.. وتشردهم وتلاحقهم تحت كل شجر ومدر..
فتبكي (ع) وتقول ناحبة: فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل في الشدة والرخاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون..
فالإمام الحسين (ع) هو خامس أصحاب الكساء وأول داخل إلى حضن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) بحديث الكساء المشهور.. وهو خامس خمسة أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً بآية سورة الأحزاب: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)[2].
وهناك آيات كثيرة وردت في شأن الإمام الحسين وأهل البيت (ع) يمكن معرفتها بالرجوع الى التفاسير.
فهو (ع) نفر كريم من الجماعة التي اختارهم الله ورسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله) من أجل مباهلة نصارى نجران وهو مازال طفلاً صغيراً.. وعندما رأى كبير النصارى –وكان واعياً على ما يبدو– ونظر في وجوه هؤلاء الكرام ارتعدت فرائصه وسأل من حوله من الأعراب.. هل هم خاصته وحامته..؟
فقيل له: نعم.. هذه ابنته وبعلها وأبناهما.. (ع).
فقال لمن حوله من النصارى: ﻻ تباهلوهم فإني أرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله وإن باهلتموهم سيفنى دين المسيح عن وجه الأرض..
وهذه لفتات فقط إلا أن الإمام الحسين (عليه السلام) بحر ﻻ ينضب من الفضائل.