بسم الله الرحمن الرحيم
(وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) (فصلت: 26).
🔴صور قرآنية متكررة🔴
بفضل الله تعالى تمت الزيارة الفاطمية الكبرى للسنة التاسعة عشر على تأسيسها من قبل المرجع اليعقوبي (أدام الله ظله). وهذا النجاح بكل تأكيد لم يعجب جهات دينية كثيرة لأنها تعتقد أنه سحب البساط من تحتها وزيادة تأثير هذا المرجع في نفوس العالم. وعليه فقد حاول بعضهم أن يؤثر على نجاح هذه الزيارة وهذه الشعيرة بأسلوب كان يتبعه المبغضون للدين ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا الأسلوب هو إثارة الصخب والضجيج للحؤول دون الإنصات لما يقوله أهل الحق في كل زمان.
(قوله تعالى: “وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون” اللغو من الأمر ما لا أصل له ومن الكلام ما لا معنى له يقال: لغى يلغى ويلغو لغوا أي أتى باللغو، والإشارة إلى القرآن مع ذكر اسمه دليل على كمال عنايتهم بالقرآن لإعفاء أثره.
والآية تدل على نهاية عجزهم عن مخاصمة القرآن بإتيان كلام يعادله ويماثله أو إقامة حجة تعارضه حتى أمر بعضهم بعضاً أن لا ينصتوا له ويأتوا بلغو الكلام عند قراءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن ليختل به قراءته ولا تقرع أسماع الناس آياته فيلغو أثره وهو الغلبة). الميزان ج 17 ص 388
كما أن القرآن الكريم أكد اتباع قريش هذا الأسلوب في آية أخرى حيث يقول: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ). فصلت (35)
وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما كانت تفعله قريش من أساليب حين كانت تعارض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد جاء في الدر المنثور اخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير (رض) قال: كانت قريش تعارض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطواف يستهزئون ويصفرون ويصفقون فنزلت: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية). نقلاً عن الميزان ج 9 ص 85.
ما حصل أثناء قراءة الخطاب على الجمهور المحتشد للتشيع الرمزي لنعش الصديقة الطاهرة (عليها السلام) أن دخل أحد المواكب (الحسينية) إلى هذه الحشود وصوت المكبرات أصم آذان الجمهور ليحاولوا بذلك تشتيت انتباه الجمهور وإرباك الوضع بشكل عام. ومما يؤسف له أنهم استخدموا قدسية الشعائر الحسينية لضرب شعيرة الزهراء (عليها السلام) استخدموا عنوان ديني لضرب الدين واستخدموا الحسين لقتل الحسين (عليه السلام)، وقد غفلوا أن هذا الأسلوب هو أسلوب الكفار عندما عجزوا من مجاراة قوة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأسلوب معسكر يزيد حينما بهتوا أمام قوة حجة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وهو نفسه أسلوب يزيد حينما أخزاه الإمام السجاد (عليه السلام) في مجلسه عندما سبوا عيال الحسين (عليه السلام) فاستخدم الآذان ليمنع الإمام من ذكر الحجج البالغة لكشف زيف يزيد وآل أبي سفيان.
فكيف يبرر لنفسه وغيره من يعتمد هذه الأساليب المرفوضة جملة وتفصيلاً باستخدامه أسلوب الطغاة والظلمة عبر التاريخ وينسب نفسه للدين وأهل البيت (عليهم السلام) ؟
لكن هذه المحاولة البائسة وغيرها من المحاولات بائت بالفشل ولم تأت بنتائج كانوا يسعون لتحقيقها ونصر الله عبده وحجته. (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة (32)
الشيخ عبد الهادي الزيدي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية