قبل ساعات في صلاة المغرب.. عندما كنت اصلي جماعة بالناس في مدينتي.. حصلت ضجة وجلبة وضوضاء وصراخ ونحن نركع ونسجد حتى تصورناها عركة حصلت بين مصلين يقفون خلفنا في الصفوف البعيدة.. الامر الذي اربك المسجد والصلاة وجعلني قلق لا ادري كيف استطيع اكمال صلاتي بلا خطأ.
وبعد نهاية الصلاة والدعاء التفتنا وسألنا عن الخبر.. فكانت هذه النتيجة المدهشة: لقد مرّ شاب صاحب تكتك له فديويات على مواقع التواصل يعرفها البعض، فدخل الى المسجد يصلي فرادى لوحده.
وما إن رآه بعض المارة حتى اقتحموا المسجد وانهالوا عليه يطلبون منه ان يلتقط معهم صورا ينشرونها امام محبيهم من باب التفاخر!!!
وبين رفضه وقبوله ومناداة بعضهم على البعض حصلت ضوضاء وامتلأ المسجد بالضجيج، بلا ادنى حياء من بيت الله ومن المصلين ومن الجماعة القائمة.
وهنا قلت في نفسي.. هولاء الناس السطحيون.. الذين يقتحمون بيت الله لا للصلاة وانما لالتقاط صور مع ابو التكتك لمجرد ان له مقاطع على اليوتيوب.. اي فكر يحملون واي ثقافة يمتلكون!! ؟؟ وهل هم مؤهلون للتمهيد لنصرة الحسين (ع) الذي يزحفون نحوه في كل عام رجالا ونساءا وبالملايين.. وبعيدا عن الدين.. كيف نعول عليهم في اختيار الرئيس والوزير والمدير المناسب لادارة شؤون البلاد!!
وقلت في نفسي ايضا: لدي لحد الآن اكثر من 300 حلقة فضائية في الاخلاق والفقه والتفسير والتنمية.. ومؤلف لاكثر من 22 كتابا في مختلف شؤون المجتمع.. ومع ذلك لايحضر للصلاة لمسجد مدينتي سوى 5 واحيانا 3 فقط!!
وهي شكوى عامة لاتخص العراق وحده بل تعم مختلف الدول العربية والاجنبية لمن يتابع شؤون العالم.
حيث مال الناس الى التسطيح بعيدا عن الادباء والعلماء والمخترعين والمبدعين وصنّاع الحياة.. وعلى اية حال..
فعزائي فيما حصل ان هذا هو ديدن البشر في مختلف حقب التاريخ بحسب ماورد في القران الكريم.
قال تعالى عن امة عظمية ارسل اليها نبي عظيم: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)!! وقال في موضع اخر: (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)!! وقال وقبل ان اخرج من المسجد، قلت للمصلين مازحا: لو كنا ندري ان ابو التكتك سيمر من هنا لاجلنا صلاتنا ساعة او ساعتين!!!