إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالرغم من الأمر الذي تمّ على صعيد إقصاءهم عن مجال الحكم، كانوا يتحمّلون باستمرار مسؤوليتهم في الحفاظ على الرسالة وعلى التجربة الإسلامية المحمدية، وتحصينها ضد التردي إلى هاوية الانحراف والانسلاخ من مبادئها وقيمها، فكلما كان الانحراف يطغى ويشتد وينذر بخطر التردي إلى الهاوية، كان الأئمة يتخذون التدابير اللازمة ضد ذلك، وكلما وقعت التجربة الإسلامية أو العقيدة في محنة أو مشكلة وعجزت الزعامات عن علاجها بحكم عدم كفاءتها بادر الأئمة إلى تقديم الحل ووقاية الأمة من الأخطار التي كانت تهددها.
مامدى علاقة التيارات التكفيرية بالخوارج الأوائل والذين سبقوهم بالخلافة الإسلامية إبان خلافة الإمام علي (ع)؟
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج”خوارج العصر” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الأستاذ في الحوزة العلمية في النجف الأشرف السيد طلال الحكيم.
حيث قال السيد الحكيم: “هناك علاقة مابين الخوارج الأولين الذين انبثقت بذرتهم المشؤومة في زمن أمير المؤمنين (ع) بعد واقعة صفين، حيث لم يكن لهم وضوحاً وبروزاً قبل حرب الجمل عندما قاتل أمير المؤمنين (ع) أهل البصرة الذين جاءوا من المدينة”، مضيفاً أنها هذه الحركات خرجت بعد المكيدة التي ابتكرها عمر بن العاص الذي كان مصطفاً في خندق معاوية بعد أن أوشك الإمام علي (ع) وقائدها العسكري مالك الأشتر على النيل بمعاوية ومن تبقى معه من جيش الشام”.
كما لفت إلى أن أمير المؤمنين (ع) أكره وهدد بالقتل كما قتل عثمان بن أمس، إن لم ينزل (ع) على حكم القوم والمصاحف، مبيناً أن من هنا افترق جيش أمير المؤمنين (ع)”.
https://www.youtube.com/watch?v=F9UyUm62BwE