الدرس الأول: مقدمة عن أهمية الفقه
الفِقه في اللغة العربية يعني الفهم، ومنه قوله تعالى: ﴿يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ﴾ ، وقوله تعالى: ﴿فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ .
أما معنى الفقه في الاصطلاح، فهو العلم بالأحكام الشرعيّة العمليّة المستنبطة من الأدلّة التفصيليّة.
ولقد ورد في فضل الفقه وأهمّيّة التفقّه مجموعة كبيرة من الروايات التي تحثّ على تعلّمه والاجتهاد والعمل به، منها ما رواه إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: “ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام”.
وعلم الفقه من العلوم التي تعتمد على الكتاب العزيز، والسنّة الشريفة، حيث تُستَنبط الأحكام الشرعيّة منهما، وفق منهج الاجتهاد، في كلّ ما يحتاجه المكلّف، على مستوى العلاقة بالله تعالى من خلال نظام العبادات، وعلى مستوى العلاقة بالمجتمع من خلال نظامي المعاملات والأحوال الشخصيّة.
وحتى نوصل الأحكام الشرعية الابتلائية للمكلّفات، قررنا أن نستخرج المهم من أحكام المرأة من كتب الفقه، ونعرضه بوضوح قدر الإمكان، متجنبين الألفاظ أو العبارات الغامضة، وإذا اضطررنا إلى ذكر مصطلح غامض، قمنا بتوضيحه لتكون الأحكام متيسرة الفهم للجميع بتوفيق الله تعالى.
وغرضنا الحقيقي من هذه السلسلة الفقهية لا يقف عند تعليم النساء لأحكام الفقه لتستفيد منها في مجال التطبيق الشخصي فقط، وإنما نريد من كل فتاة أو امرأة أن تكون معلمة ومرشدة وموجهة لباقي الفتيات والنساء التي تعول بها أو القريبة منها أو من مجال عملها، والله الموفق وهو المستعان.
الشيخ عباس الناصري