وضعت الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً، وقد استقبلها أهل البيت (عليهم السلام) بالابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لوليدته المراسيم الشرعية، فإذّن في أُذنها اليمنى، وأقام في اليسرى.
ألقابها (سلام الله عليها):
أما ألقابها فإنّها تنمّ عن صفاتها الكريمة وهي:
– عقيلة بني هاشم: و(العقيلة) هي: المرأة الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها، والسيّدة زينب أفضل امرأة، وأشرف سيّدة في دنيا العرب والإسلام، وكان هذا اللقب وساماً لذرّيتها فكانوا يلقّبون بـ(بني العقيلة).
– العالمة: وحفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) من السيّدات العالمات في الأسرة النبوية، فكانت فيما يقول بعض المؤرخين: مرجعاً للسيّدات من نساء المسلمين يرجعن إليها في شؤونهن الدينية.
– عابدة آل عليّ: وكانت زينب من عابدات نساء المسلمين، حيث ورد عنها في كتب السيَر أنّها لم تترك نافلة من النوافل الإسلامية إلاّ أتت بها.
– الفاضلة: وهي من أفضل نساء المسلمين في جهادها وخدمتها للإسلام، وبلائها في سبيل الله.
عبادتـهـا:
قال من عرفها: ما تركت السيدة زينب (عليها السلام) تهجدها طول دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم. ويحدِّثنا الإمام زين العابدين(عليه السلام) أنه رآها تلك الليلة تصلِّي من جلوس، بل ذكر عبادتها في طريق الشام فقال (عليه السلام): “إن عمتي زينب مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا إلى الشام ما تركت نوافلها الليلية”.
يقول سماحة ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه الشريف):
“أرى من المناسب هنا أن أطرح أمراً بمناسبة يوم الممرضة وهو أننا إذا أردنا تقييم الخدمات المختلفة التي تقوم بها مختلف طبقات الشعب تجاه بعضهم البعض بهذه الصورة: وهي أن كل خدمة يباشرها الإنسان بنفسه، وكل خدمة فيها نوع من رفع الحزن والغم عن الآخرين، وكل خدمة يتحمّل من يقوم بها عناءً كثيراً، وكل خدمة تكون عن علم ومعرفة ووعي ودراسة، فهي ذات قيمة كبيرة، وإذا كان التقييم هكذا، فإنني أتصور أنّ مهنة التمريض تكون من أكثر المهن والخدمات قيمة؛ لأن لها ارتباطاً مباشراً بالإنسان، وأن الممرض يرفع الغم والحزن عمّن هو بحاجة إلى رفع غمّه ومعايشة آلامه ومساعدته، وكذا فإن مهنة التمريض اليوم ـ وللّه الحمد ـ عمل يقوم على العلم والدراسة، كذلك فإن الممرض يرتبط عمله بالمريض فيبقى مستيقظاً يتحمل الآلام والعناء أكثر من الآخرين.
إذاً فالتمريض مهنة عزيزة وقيّمة، وهذه حقيقة لا يراد منها مجاملة الممرضين والممرضات، فإنه عندما يكون عمل ما عظيماً وعزيزاً يبقى جانبان مسؤولَيْن تجاهه: أحدهما الناس، فعليهم أن يحسبوا هذا العمل وصاحب هذا العمل عزيزاً، والآخر من يقوم بهذا العمل، يجب عليه أن يُكرم عمله ويعزّه. إنني أقول للممرضين والممرضات الأعزاء إنكم نلتم التوفيق وتقبّلتم هذا العمل العظيم وتؤدّون هذه الخدمة القيّمة، فأكرموها، فلا يُخدش ـ لا سمح اللّه ـ هذا العمل العظيم بقصور أو تقصير أو عمل غير مناسب، فإنّه كلّما أديتم هذه الخدمة بصورة أفضل أصبحت حياة الناس.ـ بمقدار ما يرتبط بهذا العمل ـ أفضل وكان الأجر والثواب أعظم، والحمد للّه فإن ما سمعناه ورأيناه من المرضى والممرضين إلى اليوم هو الخدمة والعمل الدؤوب.