آنشتاين يراسله بشأن النظرية النسبية وطه حسين يقبل يده
قليل هم من كان يفهم النظرية النسبية لآنشتاين في حينها، لكن واحد فقط من المسلمين استطاع أن يناقشها ويرد الكثير من مبانيها، ذلك هو المرجع الديني الفيلسوف سماحة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الزنجاني الأسدي (رض)، العالم العراقي النجفي ولقبه (الزنجاني) بسبب هجرة جده إلى زنجان ثم عودته منها إلى النجف الأشرف.
حيث كان الفيلسوف والعالم الزنجاني يوصل رسائله إلى يد (آنشتاين) عن طريق المفكر الباكستاني الكبير (محمد اقبال)، وهكذا كانت بينهما عدة رسائل.
آية الله العظمى الزنجاني هو من الأوائل الذين تحركوا لنصرة القضية الفلسطينية وسافر في بداية تأسيس دولة الصهاينة إلى القدس لإحداث وعي سياسي عند المسلمين ضد مشروع وعد بلفور، وألقى خطباً بليغة في المسجد الأقصى بفلسطين وكان لها صداها في تلك الفترة، كما ألقى محاضراته في الجامع الأموي والجامعة السورية بدمشق ودار الأيتام الإسلامية ببيروت، ثم سافر إلى القاهرة وزار الجامع الأزهر وجامعة القاهرة والتقى بعلمائها وأساتذتها وفي كلية الآداب طلبوا منه إلقاء محاضره بموعد محدد وقبل يوم من الموعد سال منه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وكان يشغل منصب وزير التربية آنذاك عنوان محاضرته أجاب أنه سيلقي محاضره بعنوان (بين الماديين والإلهيين) غير أن الدكتور رجا منه أن تكون محاضرته بعنوان دراسة الفلسفة في إيران والنجف وحدد له موعداً آخر غير انه أراد بنفس الموعد.
وكانت المفاجئة الكبرى عندما ارتجل محاضرة لمدة ساعتين، وقد شغلت هذه المحاضرة أكثر من أربعين صفحة وكان الاجتماع يزخر بعلماء مصر وكتابها منهم الدكاترة (طه حسين وأحمد أمين وأحمد زكي وعبد الرزاق السنهوري وعبد الوهاب عزام ومصطفى الغلاييني ومحمد فريد وجدي) وغيرهم، فكانت الأبصار كلها شاخصة إليه وهو يستشهد بالآيات القرآنية وأشبع خطبته بآراء فلسفية ضخمة، بحيث ما إن انتهى من محاضرته إلا ونهض من وسط الجمع (طه حسين)، وكان كفيف البصر يقوده زميله وهو يقول من يأخذ بيدي إلى هذا الحبر الأعظم ثم اقترب إليه وأمسك بيد الشيخ الزنجاني وقبلها مراراً ثم صاح بصوت (أول يد وآخر يد أقبلها بعد يدي والدي سمعت محاضرة الإمام الزنجاني نسيت نفسي ورأيتني في حياة غير الحياة التي أعهدها وظننت أن ابن سينا حي يخطب”).
هذا العالم النحرير الذي هو بحق مفخرة من مفاخر الإسلام والذي لم ينجب الإسلام من هو بمستواه إلا نادراً جداً، عاش سنواته الأخيرة في محلة (الحويش) في بيت صغير جداً وبائس يعاني من شظف العيش، توفى سماحته عام (1966م) بعد ما عاش مظلوماً من طائفته ولتضيع بعد وفاته أغلب مؤلفاته (المخطوطة) التي لم يكن يملك أي مال لطباعتها .
لروحه الفاتحة والرضوان
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية