في ١٤ ذي الحجة السنة السابعة من الهجرة، أهدى رسول الله (صلى الله عليه وآله). فدكاً لابنته وعزيزته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بأمر من البارئ تعالى. حيث قال له: «فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ».
فطلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء (عليها السلام). ووهبها فدكاً. وكتب لها صكاً وأشهد عليه الشهود.
وهي نصف بساتين فدك التي فتحها زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، صلحاً دون حرب. فكانت من نصيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصة خالصة.
وهكذا كانت يد سيدة النساء (عليها السلام) عليها وعمالها فيها طيلة أربع سنوات.
ولكن عندما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله). شحت بها نفوس حكام قريش كحرب اقتصادية لأهل البيت (عليها السلام)، فصادروها قهراً.
فلما احتجت عليهم بكل الاحتجاجات، ما قبلوا منها بحديث مختلق عن رسول الله (صلى الله عليها وآله). ولما أقنعت الحاكم الأول بحقها فكتب لها كتاباً بها.
ولكن أخذ الكتاب الثاني فتفل فيه وخزقه. فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) باكية شاكية.
يشار إلى أن المأمون العباسي قد أراد (لسبب ما) إعادة فدك إلى بني الزهراء. فكتب إلى المحدث المعروف “عبد اللّه بن موسى”، وطلب منه أن يرشده في هذا الأمر.
فكتب إليه عبد اللّه بن موسى الحديث المذكور الذي يوضح شأن نزول هذه الآية. فأعاد المأمون فدكاً إلى أبناء الزهراء وذريتها.
فكتب الخليفة العباسي إلى واليه على المدينة يومذاك. بأن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وهب فدكاً لابنته فاطمة الزهراء. وهذا أمر مسلم، ولاخلاف فيه بين أبناء الزهراء.
وقد جَلس المأمون ذات يوم على كرسي خاص للاستماع إلى مظالم الناس وشكاياتهم. فكانت أول ما اُعطي له، رسالة وصف صاحبها نفسه فيها بأنه يدافع عن الزهراء.
فقرأ المأمون الرسالة وبكى مدة. ثم قال: من هو المحامي عن الزهراء؟. فقام شيخ كبير، وقال: أنا هو ذا. فانقلب مجلس المأمون من مجلس القضاء. إلى مجلس حوار ومناظرة بين المأمون وبين ذلك الشيخ.
وأخيراً وجد المأمون نفسه مغلوباً محجوجاً. فأمر رئيس ديوانه بأن يكتب كتاب ردّ فدك إلى أبناء الزهراء.
فكتب ذلك الكتاب. ووشحه المأمون بتوقيعه. وفي هذه المناسبة قام دعبل الذي حضر ذلك المجلس وأنشأ شعراً هذا مطلعه:
أصبح وجهُ الزمان قد ضحكا بردّ مأمون هاشم فدكاً؟.
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية