ينبغي لأولياء آل محمد صلوات الله عليهم بحكم الولاية والوفاء، والإيمان بالله العلي العظيم، والرسول الكريم
▪️أن (يتغيّر حاله) في العشر الأول من المحرم، فيظهر في قلبه ووجهه وهيئته آثار الحزن والتفجع، من هذه المصائب الجليلة و الرزايا الفجيعة.
▪️ويترك بعض لذّاته لا محالة، في مطعمه ومشربه، بل منامه وكلامه.
▪️ويكون بمثابة من أُصيب في والده أو ولده.
▪️ولا يكون حرمة ناموس الله جل جلاله وحرمة رسوله العزيز وحرمة إمامه
أهون عنده من حرمة نفسه وأهله!!
▪️يكون حبه لنفسه وولده وأهله أقل وأدون من حبه لربه ونبيه وإمامه – صلوات الله عليهم – والله تعالى يقول:
(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم – إلى أن قال – أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا).
وقد رأيت بعض أولادي الصغار ترك في العشر الأول في مأكله الإدام، كان يأكل الخبر الخالي أو لم یکن – فيما أعلم – أن يقول له ذلك أحد، وظننت أن حبه الباطني بعثه على ذلك.
▪️فإن لم يسمح بذلك نفسه في العشر كلها، فلا محالة يتركه في اليوم التاسع والعاشر، والليلة الحادية عشر
▪️ويزور لا محالة في العشر الأول كل يوم بالزيارة المعروفة ب(عاشوراء)
▪️(ويترك في العاشر) الأكل والشرب إلى العصر، بل والتكلم إلا عن ضرورة، ولقاء الإخوان ويكون يوم حزنه وبكائه، فإن قدر أن يقيم عزاءه في بيته خالصة لله فليفعل، وإلا ففي المساجد أو بيوت أصدقائه، ويخفي ذلك عن الناس ليبعد عن الرياء ويقرب من الإخلاص.
▪️أن يحضر بعض يومه في مجامع العزاء ويخلو في الباقي، ويكون نظره في الحزن والبكاء مواساة أهل البيت
(صلوات الله عليهم) وما أصاب الحسين من جهة الأعداء من الصدمات الظاهرة.
ولكن لا يغفل أنه عليه الصلاة والسلام وإن كان يصيبه في الظاهر من الصدمات مالم يسمع أن يصيب مثله أحداً من الأنبياء والأوصياء، بل أحدة من العالمين – لاسيما عطشه الذي ورد فيه ما لا يحتمله العقول من ألفاظ الأحاديث القدسية وغيرها!!
ومصيبته من جهة المستشهدين من أهله، والمأسورات من حرمه
فكأنه عاهد مع الحبيب أن يتحمّل في رضاه القتل بكل ما يقتل به سائر المقتولين، من الذبح والنحر والصبر والجوع والعطش والأحزان وغيرها – ولكن كان بصل مع ذلك إلى روحه الشريف من بهجات تجليات أنوار الجمال، وكشف سبحات الجلال، وشوق اللقاء والوصال، ما يهون به تلك الشدائد، بل يحول شدتها إلى اللذة كما أخبر عنه بعض أصحابه حيث قال:
وكان كلما اشتد عليه الأمر أحمر لونه وابتهج حاله.
ولكن المصيبات والشدائد الواردة على جسده المبارك، وعلى قلوب أهل بيته المحترمين، وما هتك في الظاهر من حرمته، إنما يذهب الأرواح ويهيج الأحزان.
▪️فليظهر من كان من أوليائه أيضاً من المواساة بسيد السادات بالحزن والفجيعة ما يناسب هذه المصيبة الجليلة
فكأنها وردت على نفسه، وعلى أعزته، أولاده وأهله، فأنه لا أولی به من نفسه بنص جده صلوات الله عليه وآله.
وإنه صلوات الله عليه قَبِلَ هذه المصيبات
وفدى بنفسه الشريفة لشيعته، لينجيهم من العذاب الأليم، وأيتم أولاده وأعزّته
ورضي بإسارة حرمه ونسوته، وزينبه وسكينته سلام الله عليهما
وذبح أصغره وأكبره، وإخوته وعترته لينقذهم من الضلالة والاقتداء بالمضلين الهالكين المهلكين، لئلا يعذبوا بالنار، وينجوا من عظيم الأوزار.
وقد تحمل هذا العطش العظيم ليسقي شيعته من عطش يوم القيامة بالرحيق المختوم
▪️فيجب بحکم کرائم الصفات، في الوفاء والمواسات، أن:
* يبذل شیعته أيضأ له ما بذله – صلوات الله عليه – لهم
* وفدوا بأنفسهم له كما فدى لهم بنفسه
* وإن فعلوا ذلك لما أدوا حق المواساة لأن نفسه الشريفة لا يقاس بالنفوس لأنه بمنزلة نفس النبي الكريم وهي علة إيجاد العالمين، وسيد الخلائق أجمعين من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين، وهو حبيب الله وحبيب حبيب الله.
▪️ويقول في صادق المقال ولسان الحال:
يا سيدي يا ليتني كنت فداء لك من جميع هذه البلايا، وجل هذه الرزايا، فيا ليت أهلي وأولادي كانوا مكان أهلك وأولادك مقتولین مأسورين
ويا ليت سهم حرملة – لعنة الله عليه – ذبح رضیعی
يا ليت ولدي – عليا – قطع عوض ولدك إربا إربا
ويا ليت كبدي تفتت من شدة العطش
ويا ليت العطش حال بيني وبين السماء كالدخان
ويا ليتني فديتك بنفسي من ألم هذه الجراحات، ويا ليت ذاك السهم كان بمنحري، ويا ليت ذاك السهم كان بمهجتي، ويا ليت حرمتي وأخواتي وبناتي وقعن في هوان الأسر، يسقن في البلاد سوق الإماء ووضع بذلك عن أهلك الذل والهوان، فیا لتینا دخلنا النار، وابتلينا بالعذاب، ودفع عنكم هذه المصائب.
فإن كان الله جل جلاله علم من قلبك صدق هذه المقالات، قبلك لصدق المواساة لأكرم السادات، وأقعدك مقعد الصدق في جوارهم، وجعلك من أهل دیارهم.
الميرزا جواد الملكي التبريزي (قُدِّس سرُّه)
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية