التصدّي لانحرافات عصره:
إضافة إلى عمل الإمام الهادي عليه السلام الدؤوب على حماية قواعده والإشراف عليها وتثقيفها ومساعدتها على الصمود ومواجهة العقبات والصعاب فقد واجه الإمام الهادي عليه السلام الانحرافات والشبهات التي ظهرت في عصره فكان منه التصدي الحازم لها.
فقد ظهر في عصر الإمام العسكري عليه السلام مجموعة من الغلاة تحرّكوا في وسط الشيعة لإضلالهم عن الحقّ، فعن أحمد بن محمّد بن عيسى أنّه قال: كتبت إلى الهادي عليه السلام في قوم يتكلّمون ويقرؤون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك فيها ما تشمئز منها القلوب. منهم علي بن حسكة والقاسم بن يقطين، ويدعون أنّ قول الله: ﴿الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾(العنكبوت:45) تعني رجلاً يأمر وينهي، وكذلك الزكاة، ويتأولون كثيراً من الفرائض والسنن والمعاصي، فإنّي رأيت أن تبيّن لنا وتمنَّ على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من تلك المقالات، والذين ذهبوا إلى هذه المقالات يدّعون بأنّهم أولياءكم، فكتب عليه السلام: “ليس هذا من ديننا فاعتزلوهم”.
وفي رواية ثانية عن محمّد بن عيسى: أنّ الإمام الهادي عليه السلام كتب إليّ ابتداءً: لعن الله القاسم بن يقطين، وابن حسكة القمي، إنّ شيطاناً يتراءى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غروراً.
• من حكمه عليه السلام
– ابقوا النعم بحسن مجاورتها والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها.
– الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر؛ لأنّ النعم متاع، والشكر نعم وعقبى.