إن نداء الإمام الحسين (ع) “هل من ناصر” لا زال يتردد في أرجاء الأرض وهو لا يطلب أنصاراً بالسيف ونحوه لأن القضاء الإلهي جرى باستشهاده هو وأهل بيته (ع)، وإنما يطلب أنصاراً يعينونه على إنجاز مشروعه وإكمال رسالته في إصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في وجه أئمة الضلال وسلاطين الجور وتحرير الناس من أسر الطواغيت وشياطين الإنس والجن.
وفي برنامج “عشرة الباذلين” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على موضوع شمولية كربلاء للأجيال مع سماحة السيد بهاء الموسوي.
حيث وضح السيد بهاء أن الناس أمام التاريخ انقسموا ثلاثة أقسام، القسم الأول هو الذي استغرق جداً في التاريخ ذهب ولم يعد، بقي تاريخياً يتعامل مع التاريخ بنظرة انعزالية انفصالية فلا يسقط مافي التاريخ على الواقع ولا يعكس مافي الواقع على التاريخ وهذا بلا شك نظرة اجحافية للتاريخ، مشيراً إلى القسم الثاني وهو الذي انفصل عن التاريخ بقي في الحاضر ولم يذهب إلى التاريخ وهم الذين يرددون دائماً “تلك أمة لها ما خلت”.
وأضاف السيد بهاء القسم الثالث هو الذي ذهب إلى التاريخ ثم عاد من التاريخ بمواقف ودروس وعِبَر و أسقطها على الواقع هذا القسم الثالث هو القسم الأقرب إلى الواقع لأنه القسم الذي أنصف التاريخ وأنصف نفسه عندما قرأ التاريخ، وعندما نررد هذه العبارات على المنابر وفي كل الأندية التي تتحدث عن سيد الشهداء لربما أكثر عبارة تتردد في أسماعنا “ياليتنا كنا معكم” هذه العبارة بادئ ذي بدء توحي للمتلقي أن المسألة قد انتهت، موضحاً أن ليت تفيد التمني للأشياء التي لا تتحقق، فعبارة “يا ليتنا كنا معكم” كثُرَ ترديدها على المجتمع أوحت إلى الناس بشكلٍ أو بآخر سواء على المستوى النظري الفهمي أو على المستوى الواقعي المفاهيمي أن كربلاء والتاريخ قد انغلق.
وذكر السيد بهاء من أهم النعم التي ينبغي أن نغتنمها ونشكر الله عليها هي أننا متصلون بالتاريخ، وهذه نعمة يريد الكثير أن يسلبها منّا ولا يجعلنا نتمتع بها عندما لا ندرك الحق في زمان قد مضى وتصيبك في داخل النفس حالة من الألم والأسى، مضيفاً أن هذه نعمة أنك تسجل موقف في زمان لم تكن أنت فيه، لذلك من أهم الأسس التي أراد سيد الشهداء أن يبنيها في كربلاء هو نزع الشخوص في كربلاء وابدالها في المفاهيم.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=l53UqhTkQ3k