تابعنا هذه الأيام مع إقامة بطولة كأس الخليج (٢٥) في البصرة سلوكاً حضارياً متميزاً يعكس نبل وكرم أهل العراق عموماً وأهل البصرة خصوصاً، من خلال فتح منازلهم ودعوة الجماهير الخليجية للضيافة وتقديم الخدمة لهم، وبجهود تطوعية وبنفقات خاصة لم يكن للدولة مشاركة فيها.
وقد شاهدنا انطباعات وردود أفعال الجماهير الخليجية القادمة إلى البصرة كيف أنهم يعبرون عن مفاجئة ودهشة بالغة أصابتهم من هذا السلوك النبيل في الضيافة، حتى أن بعضهم عتب على المذيع الذي أجرى معه اللقاء كيف تغفلون عن نشر وترويج هذه الصورة الإيجابية عن الشعب العراقي.
أقول أن هذه أخلاقية كرم الضيافة التي شملت فتح البيوت للمبيت والإطعام والنقل المجاني وتوفير وسائل الراحة بتمام مفرداتها، هي قبس وشعاع من فعاليات الضيافة والخدمة وإكرام زوار الأربعينية التي ترسخت في وجدان وثقافة الشعب العراقي، وخصوصاً شيعة أهل البيت (عليهم السلام).
فلاحظ كيف تسامت أخلاقنا ونبلت صفاتنا وتجلت إنسانيتنا إثر أخذنا والتزامنا بشئ قليل من بركات تعاليم وآداب الدين الإسلامي، فكيف سيكون حالنا وتأثيرنا في الشعوب لو شحذنا المهم وعززنا الإرادة بالتزام الدين الإسلامي وأحكامه في تفاصيل حياتنا كلها.. قطعاً سيكون العراقيون عندها قدوة للشعوب في تمثّل مكارم الأخلاق والتحلي بالسلوك النبيل.
ولو أنك قارنت بين خليجي (٥) الذي أقيم في بغداد أيام حكم البعث الصدامي المجرم الذي حارب زيارة الأربعين وإصدر أحكام السجن والإعدام لمن يحييها، وبين خليجي (٢٥) الذي جاء بعد سنوات عديدة من انطلاق فعاليات خدمة زيارة الأربعين لوجدت أن السبب الواضح لهذا التغيير في السلوك التطوعي بالضيافة وإكرام الضيوف بهذا الشكل الواسع يعود أثره لفعاليات الخدمة الجماعية التطوعية التي يقدمها مئات آلاف العراقيين خلال أسابيع في مناسبة الزيارة الأربعينية.
عبد القاسم الناصري
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية