إن استشهاد القادة ليس ضعفاً ولا انهياراً في الموقف الإسلامي في صراع الحق مع الباطل، بل على العكس تماماً فإن هذه الشهادة تعطي زخماً روحياً لديمومة المواجهة، وقوة وصلابة في الموقف الجهادي، وإيماناً متزايداً بالقضية بعد فقد القائد لا يعتريه الانكسار أبداً…. هكذا علمتنا مولاتنا العقيلة زينب بعد شهادة القائد الإمام الحسين (عليهما السلام).
إن المؤمنين في أيام اشتداد البلاء كما هو اليوم، وكما يعبر الإمام الصادق (عليه السلام)، هم كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف. إنها أيام التمحيص والغربلة والاختبار الشديد، اسألوا الله الثبات ثم الثبات ثم الثبات. لأنها أيام تساقط الأقنعة، وكشف خواء الإرادات، وانتكاس المواقف، وموت الضمائر، والرضوخ للباطل. (اللهم ثبتنا على الحق، واجعلنا من حملته المدافعين عنه، ومن أهله وجنوده ما أحييتنا).
إن لسان حال المجاهدين والمضحين في سبيل الله تعالى:
(هون ما نزل بنا أنه بعين الله تعالى). وهم واعون أن مسيرة الحق لن تتوقف، وأن النصر الفرج حليف الصابرين، وأن العاقبة الحسنة والعلو في الأرض للمؤمنين الثابتين، مهما كانت الضريبة عالية. فاستعينوا بالصبر والصلاة وأكثروا من الدعاء.
إن الشهادة رزق خاص يهبه الله تعالى لخاصة أوليائه المنتجبين، وعباده العاملين المجاهدين المخلصين، الذين حدثوا أنفسهم بها قولاً وفعلاً في مسيرة حياتهم كلها. فتكون الشهادة انئذ ختام أمنية عاشت مع الشهيد طيلة حياته بصدق، وسعى لها ببصيرة.
إن المحن ابتلاء عام للمؤمنين، والله تعالى حاضر معهم فيها دائماً (يشد على القلوب، ويمنح الصبر، ويقوي العزائم).
فإذا فهمنا المحن التي تمر بنا بهذه الصورة، انئذ لن نتزلزل، ولن تراجع، ولن نضعف، ولن ننهار، مهما كانت المحنة قاسية، والضرائب عالية. بل نصبر، ونستمر، ونؤدي التكاليف، وننشق غبار المحن بالثبات، حتى يأذن الله تعالى بالفرج.
اللهم عجل لوليك الفرج والنصر
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
٢٠ ربيع ٢ _ ١٤٤٦ هج