جمع القرآن الكريم علوم اللغة كلها، والحقيقة أنه سبق ظهور هذه العلوم وهو أصلها وباعثها، إذ إن علماء اللغة العربية استقوا علوم اللغة من القرآن وعلم البلاغة أحد هذه العلوم، ويتضمن علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع، وعلم المعاني هو موضوعنا في هذا العدد، ويدل على حسن اختيار اللفظ المطابق للمطلوب، حتى لا تجد أفضل منه ولا أقرب.
فما هو معنى كلمة “مسغبة” في قوله تعالى: } إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة{؟
وما هو معنى كلمة “النجدين” في قوله تعالى:} وهديناه النجدين {؟
هذا ما أجابنا عليه فضيلة الشيخ الدكتور طلال الحسن في برنامج “رحيق الجنان” الذي يعرض في قناة النعيم الفضائية؟
حيث تحدث الشيخ طلال الحسن أن كلمة مسغبة التي ذكرت في القرآن الكريم معناها المجاعة الشديدة والمراد في آية “أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة” أي الإطعام الناس أثناء المجاعة الشديدة يختلف عن إطعامهم في يوم الرخاء، مثلما تسقي الماء لشخص موجود في الصحراء يختلف عن إعطائك إياها قرب النهر، وقد أنفق جد النبي هاشم (ص) كل ماله في يوم شديد الجوع والحاجة، ومعروف عند أهل البيت أنهم يطعمون الطعام على حب الله مسكيناً ويتيماً وأسيراً.
وأضاف الشيخ الحسن أن معنى كلمة النجد التي ذكرت في كتاب الله الحكيم هي الطريق الواضح البيّن الذي يراه الجميع كما أنها تدل على مثنى أي هناك طريقان هما طريق الخير والشر أو الهدى والضلالة وكلاهما واضحان ليسوا مخفيين ولا يسمح لأحد أن يقول الحق غير واضح بل هو ظاهر وبيّن أي قوة الوضوح في الشر والخير متساوية.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب: